ما هي سدرة المنتهى واين تقع
ما هي سدرة المنتهى واين تقع، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة النجم:” ولقد رآه نزلًة أخرى عند سدرة المنتهى، عندها جنة المأوى، إذا يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى” مقدمًا وصفًا بهيًا لهذه الشجرة في السماء السابعة في الجنّة والتي تخرج جذورها من السماء السادسة فهي المكان الذي انتهى إليه ما عرج به من تحتها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وينتهي ما أهبط به من فوقها حتى يُقبض منها “إذ يغشى السدة ما يغشى” فهي فراش من ذهب أعطي فيها الصلوات الخمس وخواتيم سورة البقرة ويغفر لمن مات من أمته لا يشرك بالله شيئًا.
وأثار هذا الفضل العظيم وورود سدرة المنتهي بالنص والوصف في آيات القرآن الكريم، تساؤلات الناس من المسلمين عن ما هي سدرة المنتهي واين تقع وما قصة النبي صلى الله علهي وسلم مع السدرة، وفي هذا المقال نُجيبكم بما لدينا من تفاصيل عسى أن تنفعكم في الدين والدنيا..
ما هي سدرة المنتهى
وردت “سدرة المنتهى” نصًا في الحديث عن رحلة الإسراء والمعراج التي خص الله بها النبي صلى الله عليه وسلم ليطبطب على قلبه بعد وفاة زوجه خديجة رضي الله عنها وعمه أبو طالب، وتناولها العلماء في تفسيرهم لما جرى مع النبي عليه السلام خلال تلك الرحلة – وفقًا لما حدث به عليه السلام صحابته وما نقلوه عنه- فأشاروا أن سدرة المنتهى هي شجرة سدر ولكنها ليست كأي شجرة في الدنيا فهي تحمل من العظمة والمكانة ما ليس لغيرها إذ يراها الانسان بالعين في الجنّة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :”ثم رفعت لي سدرة المنتهى فرأيت عندها نورًا عظيمًا” والشاهد من الحديث أن سدرة المنتهى في الجنة جذورها في السماء السادسة وأغصانها في السماء السابعة وفي رواية أخرى تصف السدرة كما أخبر النبي عليه السلام:” ثم رفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها كأنه قلال هجر وورقها كأنه آذان الفيول في أصلها أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران فسألت جبريل فقال: أما الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران ففي النيل والفرات”.
وبحسب ما اصطلح عليه العلماء في تفسيرهم لسدرة المنتهى أنها الشجرة التي ينتهي إليها علم الملائكة، وتقع على يمين العرش عند السماء السابعة وقد وقف عندها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج التي صحبه فيها جبريل عليه السلام.
اين تقع سدرة المنتهى
قال العلماء إن ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم يُشير إلى أن سدرة المنتهى تقع في الجنة وأنها شجرة عظيمة عند الله ولا يوجد شجرة في الدنيا مثلها حيث أن شجرة السدر موجودة في الدنيا ويستخدمها الناس في أمور حياتهم اليومية ويأخذون من أوراقها فهي نافة في علاج بعض الأمراض والمشاكل، ولكن سدرة المنتهى ليس كأي منها فهي كما الجنة لها من صفاتها التي فيها لاعين رأت ولا خطرت على قلب بشر.
ويرى العلماء الذين تناولوا رحلة الإسراء والمعراج بالبحث والتنقيب أن سدرة المنتهى جذورها في السماء السادسة بينما أغصانها وأوراقها في السماء السابعة وما بعدها وأنها وارفة الظلال الخضر لها أربعة أنهار اثنان باطنان واثنان ظاهران كما أن وراقها مثل أذن الفيل كبيرة وجميلة جدًا.
وقد اختلف الصحابة رضوان الله عليهم في تفسيرهم لمكان سدرة المنتهى الذي عرج إليها النبي صلى الله عليه وسلم فمنهم مالك بن الصعصعة قال أنها في السماء السادسة، ومنهم من رأى أنها في السماء السابعة مثل أنس بن مالك والذي استدل بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتها رأى جبريل عليه السلام مرة أخرى في رحلة الاسراء والمعراج في السماء السابعة ومنهم من قال بأنها ما بعد السماء السابعة مثال عبد الله بن مسعود.
وفي العصر الحديث جمع العلماء الأقوال جميعها ورجح الإمام النووي أن سدرة المنتهى جذورها في السماء السادسة وأوراقها وأغصانها وثمارها في السماء السابعة وما بعدها وهي أقرب لروايات الصحابة.
لماذا سميت سدرة المنتهى بهذا الاسم
لم يجعل الله اسمًا لمخلوق إلا وجعل له نصيب منه يُشير إلى التسمية، حتى أن سور القرآن الكريم كانت تسميتها تُشير إلى حدث معين فجاءت السورة موضحة وشارحة له فمثلًا سورة الرعد سميت بهذا الاسم لأن الله سبحانه وتعالى ذكر ظاهرة الرعد فيها ولم تُذكر هذه الظاهرة الطبيعية في أي موضع آخر حيث يقول الله تعالى في سورة الرعد:” يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق”، وسورة البقرة سميت بهذا الاسم لورود قصة بقرة بني إسرائيل في متنها ولتشير إلى وجوب تطبيق شرع الله سبحانه وتعالى.
وهنا يُشير القرطبي في تفسيره لسدرة المنتهى وتسميتها بهذا الاسم إلى تسع أسباب أو احتمالات كمار وردت عن الصحابة الأخيار عليهم السلام فابن مسعود رضي الله عنه قال أنها سميت كذلك لأنه ينتهي إليها كل ما يهبط من فوقها ويصعد من تحتها، بينما رأى ابن عباس تسمية سدرة المنتهى بهذا الاسم لأن علم الأنبياء ينتهي إليها ولا يعلمون ما ورائها وأشار في تفسيره الصحابي الضحاك أنها سميت كذلك لأن العمال تنتهي إليها وتُقبض منها وأما ابن كعب فقال إن تسميتها بهذا الاسم لانتهاء الملائكة والأنبياء عندها ووقوفهم عندها وأشار الربيع ابن انس أن العلة في تسميتها أنه ينتهي إليها أرواح الشهداء، وأما كعب ايضًا فأشار إلى أن الشجرة على رؤوس حملة العرش ينتهي إليها علم الخلائق فيما قيل ايضًا لأن من رفع إليها انتهى في الكرامة أي بلغ مبلغًا لم يبلغه أحد سابقه وقد جعل الله هذه الفضل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وفيها أعطاه ثلاث خواتيم سورة البقرة والصلوات الخمس والشفاعة لأمته.
وصف سدرة المنتهى كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
لا يُوجد أدق وأعدل من وصف النبي صلى الله عليه وسلم لسدرة المنتهي الذي ينتهي عندها علم الملائكة والأنبياء والتي رأى فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على هيئته للمرة الثانية وفقًا لقوله تعالى :” ولقد رآه نزلة أخرى” وقد قال صلى الله عليه وسلم في وصف شجرة سدرة المنتهى:” ثم رفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها كأنه قلال هجر وورقها كأنه آذان الفيول في أصلها أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران فسألت جبريل فقال: أما الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران ففي النيل والفرات”
وفسر العلماء أن ثمرها كقلال بلدة هجر أي أنها كبيرة وضخمة بينما أوراقها ليست رقيقة وإنما كآذان الفيلة وقيل أن فيها فراش من ذهب وألوان متعددة مبهجة لا يدري عددها وشكلها أحد وهي صافية وضاءة لا يُمكن لمخلوق أن يصف جمالها وأنه يخرج من بطنها أربعة أنهار منها نهرين في الدنيا وهما نهرا دجلة والفرات ونهران في الجنة علمهما عند الله.