إذاعة عن التسول وأشكاله وطرق علاجه
إذاعة عن التسول وأشكاله وطرق علاجه، كثيرًا ما نُقابل عند أبواب المساجد وعلى عتبات المؤسسات وفي أزقة الأحياء الراقية وعند الإشارات الضوئية أناسًا يحملون في وجوههم بؤس الحياة ويُناجون بعطف شديد كل من يمرون به أن يُعطيهم شيئًا من المال في ظاهرة باتت هي الأخطر في المجتمعات النامية والمتحضرة على حدٍّ سواء، إنها ظاهرة التسول التي باتت تنخر عضد المجتمع وتُنهي تماسكه وتُذيقه ويلات التفكك والأمراض الاجتماعية ما يسترعي الاهتمام بالظاهرة ومحاولة وضع الخطط الاستراتيجية لنبذها تمهيدًا للتخلص منها وتحرير الإنسان من ذل السؤال للغير والاتجاه به نحو حفظ كرامته الإنسانية وتمكينه من الكد والعمل ليأكل من رزق يده..
مقدمة إذاعة مدرسية عن التسول
على وقع الضيق والفاقة التي يُعاني منها قطاعات كبيرة من الناس في مختلف الدول خاصة النامية منها ومع استمرار الحروب وانهيار الأوضاع السياسية في الكثير منها فضلًا عن الجائحة وانتشار فايروس كورونا خلال العامين الماضيين وما سببه من تعطل للملايين من سكان العالم عن العمل والزج بهم تحت خط الفقر ؛ تزايد انتشار ظاهرة التسول في مجتمعات عديدة حتى أنها في بعض الأحيان باتت مصدر استرزاق لا يُكلف كثيرًا فقط ثيابٌ رثة، ووجهٌ بائس ويدٌ ممدودة لسؤال المارة فيُعطي كل ذي سعٍة من سعته، ونظرًا لخطورة الظاهرة وتطورها مع تطور الحياة في المجتمعات إذا أصبح هناك وسائل الكترونية للتسول عبر مواقع التواصل الاجتماعي كان لابد من قرع ناقوس الخطر وتقديم هذه الإذاعة عن التسول وأشكاله وطرق علاجه..
من هم المتسولين
تتنوع طوائف المتسولين في البلدان على اختلاف ثقافاتها وطبيعتها الاجتماعية، تجد الأطفال من سن الخامسة إلى سن الرشد بعضهم يسأل إلحاحًا لتعطيه بعض المال والبعض الآخر قد يُغلف سؤاله للماء بزجاجات مياه معدنية أو أي سلعة خفيفة كالمناديل أو السكاكر أو غيرها يعرضها على المارة فمنهم من يشتري بضعف الثمن وفريق ثالث يقفز بين السيارات حاملًا بيده خرقة يمسح زجاجها ويُناوله السائق بعضًا من المال، وتجد عند أبواب المساجد ضعفاء ممن ابتلوا بإعاقات كفقد البصر أو الشلل يمدون أيديهم طلبًا للمال ويزداد أولئك بكثرة في الدول الإٍسلامية في المواسم والأعياد الدينية فلا يكاد يخلو مسجد منهم.
إن ظاهرة التسول ظاهرة قديمة وعلى الرغم من محاولات الدول والحكومات محاربتها إلا أنها تتجدد وفقًا لتطورات العصر وأبرز مظاهر التسول الحديثة التسول عبر رسائل البريد الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعية فتجد عليها من يستجدي مالًا سواء لشخصه أو لغيره، بهدف تجاوز أزمة طارئة كمرض أو تسديد دين أو استكمال مصاريف دراسة أو زواج، فيما بات يُعرف بـ”التسول الإلكتروني”، أو “التسول عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.
فقرة أحاديث نبوية عن التسول
حرض النبي صلى الله عليه وسلم على العمل في أحاديثٍ كثيرة ونبذ التراخي والتكاسل وأخبر بسوئه، واليوم نقرأ على مسامعكم أعزاءنا الطلاب بعضًا من الأحاديث التي تحث على العمل لتكون نبراسًا تهتدون به وتُحققون سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” ما أكل العبد طعامًا أحب إلى الله من كد يده، ومن بات كالًا من عمله بات مغفورًا له، فقد بين نبينا الكريم أن الإنسان الذي يعمل ويأكل من سعيه في مناكب الأرض أحب إلى الله من الإنسان الكسل الذي يتراخى ويُقصر في السعي ليسأل الناس ويأخذ من أموالهم صدقة بينما هو قادر في البدن أن يكد ويعمل.
وفي حديثٍ آخر قال عليه السلام:” لا يغرس مسلم غرسًا ولا يزرع زرعًا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة” وهنا أخبر الحبيب المصطفى عن فائدة العمل فهو كله خير للإنسان في الدنيا والآخرة فإذا غرس وأطعم الناس من غرسه حظي بمحبتهم وكان عند الله محمودًا وإذا مات وانقطع عمله كان ثمر غرسه صدقة له من بعده، ومن قوله صلى الله عليه وسلم في الحث على العمل ونبذ التكاسل قوله:” لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه” فما أجمل العمل وما أبغض التسول خاصة إذا كان دون حاجة أو من أجل الاسترزاق على حساب الآخرين.
فقرة عن حكم التسول في الإسلام
حرص الدين الإسلامي على حفظ كرامة الإنسان فالله خلقه ليُؤدي رسالة الاستخلاف في الأرض وذلك بالعمل والكد بعيدًا عن الذل والخنوع والأنبياء على الرغم من أنهم رسل الله في الأرض وهو القادر على أن يملأ عليهم الخزائن إلا أنه سبحانه جعلهم يقوموا بالأعمال ليكونوا مثالًا لأقوامهم من بعدهم فمحمد صلى الله عليه وسلم عمل في صغره في رعي الغنم وعند شبابه عمل بالتجارة فكان التاجر الأمين، وموسى عليه السلام كان يعمل بالكتابة فكتب التوراة بيده وكذلك عمل في التجارة ورعي الغنم وزكريا عليه السلام كان نجارًا ونوح كذلك عليه السلام وقد صنع السفينة بيده فيما كان إدريس يعمل بالخياطة.
وقد جعل الله الأنبياء يعملون ليدلل على أهمية العمل وإعلاء شأنه تشريف العاملين دون أولئك الذين يسألون الناس ويذلون أنفسهم بسؤال غير الله والله أحق أن يستعينوا به ويسألونه من فضله العظيم بعد السعي والأخذ بالأسباب من امتلاك مهارة العمل في أي من الحرف.
وقد بين اهل العلم والشريعة الإسلامية أن أخذ التسول كمهنة لكسب الرزق حرام شرعًا ولا يجوز وقد نُهي عنه في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :” من سأل الناس أموالهم تكثرًا فإنما يسأل جمرًا فليستقل أو ليستكثر”.
فقرة عن طرق علاج التسول
إن انتشار ظاهرة التسول في البلاد المختلفة النامية وتلك المتحضرة بأساليب وأشكال متنوعة وصلت إلى حد التسول الالكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي من اجل استجلاب المال بعيدًا عن معاناة السعي لكسب الرزق، تُحتم على الحكومات أن تضع حلولًا جذرية للحد من الظاهرة وصولًا إلى القضاء عليها ومن تلك الطرق العلاجية، إيجاد جهة رقابية يُمكن تشكيلها من الوزارات المعنية كـ وزارة الشئون الاجتماعية ووزارة الشباب ووزارة الداخلية تعمل على متابعة الأشخاص الطالبين للمساعدات والتحقق من بياناتهم بالكشف المنزلي وإثبات حالة العوز ومن ثم توفير الدعم بشكل مباشر، فضلًا عن الكشف عن من يعملون على جمع التبرعات عبر وسائل الاتصال الحديثة ووضعهم تحت المجهر لمعرفة نشاطاتهم والتأكد من حاجتهم ومحاولة تلبيتها بالعمل لا المنح والتبرعات خاصة في ظل وجود فئات تستغل الأموال التي تجمعها عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة وبخاصة مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، “تويتر” و”واتساب”، وغيرها، في أمور ضارة كتجارة المواد المُخدرة غيرها مما يجعل تلك الأموال وسيلة هدم وإفساد للمجتمع لا صلاح واعفاف لأصحاب الحاجة، ومن الطرق الناجعة ايضًا في ضبط انتشار وتفشي ظاهرة التسول العمل الجاد من قبل المؤسسات الأهلية في توعية المجتمع بمخاطر التسول وآثارها على إنتاجية الفرد والعمل مع المؤسسات الحكومة ذات العلاقة على إيجاد برامج تشغيلية من شأنها أن تُقلص أعداد المتسولين خاصة من فئات الشباب عبر دمجهم في مشاريع تدريبية على بعض الحرف والمهن التي تُمكنهم من العمل، وأن يتم وضع ظاهرة التسول ضمن البرامج الوطنية لتعديل السلوك في المجتمعات.