المضيق الذي عبره طارق بن زياد لفتح الاندلس يسمى مضيق - موقع الأرشيف
تعليم

المضيق الذي عبره طارق بن زياد لفتح الاندلس يسمى مضيق

المضيق الذي عبره طارق بن زياد لفتح الاندلس يسمى مضيق، في التاريخ الإسلامي تم تأريخ بعض الفتوحات الإسلامية بأسماء الأماكن التي شهدتها وأحيانً بأسماء القادة الذين استبسلوا وبذلوا دمائهم وأرواحهم من أجل تمكين راية الإسلام ونشره بعد أن كان الكفر سائدًا، ويتساءل الطلبة الذين يدرسون مادة المواد الاجتماعية في المملكة السعودية في المراحل الدراسية المختلفة عن المضيق الذي عبره طارق بن زياد لفتح الأندلس والذي كان سبيله في الوصول بالفتوحات الإسلامية إلى إسبانيا عبر مدينة طنجة بالمغرب العربي ومن ثم شهد العديد من الغزوات في التاريخ الإسلامي، فما هو اسم هذا المضيق؟

المضيق الذي عبره طارق بن زياد لفتح الاندلس يسمى مضيق

يُعرف باسم مضيق جبل طارق وهو يقع في أقصى جنوب شبه جزيرة إيبيريا على منطقة صخرية متوغلة في مياه البحر الأبيض المتوسط، ويُطلق عليه محليًا “جبرلتار” ويُعتبر تحريف لفظي لاسمه في العصر الإسلامي “جبل طارق”، وهو مضيق مائي له أهمية تجارية وسياسية عالمية بسبب موقعه كونه يستقر في الجهة الشمالية من قارة أفريقيا وشبه الجزيرة الأيبيرية، ويحده البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، فيما يصل طوله إلى 58 كيلومترًا بينما عمقه أزيد عن 400 مترًا ويشغل مساحة قرابة 6000 متر مربع ويرتفع عن مستوى سطح البحر 425 مترًا.

سبب تسمية جبل طارق بهذا الاسم

تغيرت أسماء جبل طارق على مر التاريخ فكان في القدم يُسمى بأعمدة هرقل ومع بداية الفتوحات الإسلامية وقيام قائد الجيوش الاسلامية آنذاك بدخول مياه المضيق في العام 711 م فاتحًا الأندلس عبر مدينة طنجة بالمغرب العربي فسُمي باسمه وظل معروفًا بذلك الاسم حتى الاستعمار البريطاني إذ تحول إلى مستعمرة بريطانية وظل على ذلك الحال حتى العام 1981 حين قامت بريطانيا بإلغاء مكانته وقررت إقامة مناطق حكم ذاتي فيما تبقى من مستعمراتها القديمة ومن ثمّ قامت اسبانيا “بلاد الأندلس” سابقًا بالمطالبة باستعادة سيادتها عليه وفق الاتفاقية الموقعة بينها وبين بريطانيا إلا أن الأخيرة لم تتنازل لإسبانيا وقالت أن الحكم الذاتي في جبل طارق لا يُلغي انتماء المنطقة إلى التاج البريطاني فقط ما سمحت به فتح ميناء جبل طارق أمام السفن الإسبانية فيما بقيّ جبل طارق معلم بريطاني.

كيف حكم المسلمون مضيق جبل طارق

بعد عبور قائد الجيوش الإسلامية الأموي طارق بن زياد عبر مدينة طنجة المغربية وصولًا إلى الأندلس واستكمال الفتوحات الإسلامية هناك، وظل المضيق على حاله على امتداد أربع قرون متتالية حتى العام 1150 فحينها تم بناء بعض المعمار أرسى الحكم الإسلامي على مضيق جبل طارق وأقام هناك مدينة وعمل على تحصينها وتاليًا تم في العام 1309 ضم منطقة جبل طارق إلى مملكة غرناطة عندما تم تنفيذ الغزو على المسلمين واستمر واقع الحال قرابة 21 عامًا حتى حلول العام 1333 ومن ثم تم تحرير المدينة عن طريق قبيلة بني مرين وقاموا بإعادتها في 1374 م لمملكة غرناطة التي احتفظت بالمدينة حتى سقوطها نهائيًا بيد الإسبان في عام 1492 م لينهي بذلك 750 عامًا من الحكم الإسلامي للمدينة.

مضيق جبل طارق بعد الحكم الإسلامي

بعد انتهاء الحكم الاسلامي لمضيق جبل طارق تولى الإسبان الحكم عليه والتحكم في مناطقه وفي العهد الإسباني تم توطين اليهود المتحولين من اليهودية إلى المسيحية الكاثوليكية واستمروا هناك قرابة 3 أعوام قبل أن يُعادوا إلى غرناطة وتُعاد منطقة جبل طارق إلى التاج الإسباني في العام 1501 بعد معركة حاسمة دارت بين الأسطول الهولندي والأسطول الإسباني في عام 1607 وأسفرت عن خسارة إسبانية كامل أسطولها البحري الراسي في جبل طارق خلال 4 ساعات فقط لأن الأسطول الهولندي فاجئ السفن الإسبانية وهي راسية في كونها.

وبعدها جاءت فترة الحكم البريطاني والتي ما زالت مستمرة حتى الآن وحاولت إسبانيا كثيرًا العودة إلى سيطرتها على المضيق إلا أنها في كل مرة كانت تخسر أمام التحالفات التي تصنعها انجلترا لاستمرار حيازتها السياسية والمكانية للمضيق ولم تتمكن لم تتمكن إسبانيا من استعادة شبه الجزيرة ووقعت في عام 1714 معاهدة أوترخت والتي تخلت بموجبها عن جبرلتار لصالح إنجلترا بشكل مؤبد ودائم وأعلنت السيادة البريطانية على شبه الجزيرة، واستمر الحال على ما هو عليه من السيطرة البريطانية الكاملة حتى يومنا هذا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى