بحث عن الإسراء والمعراج جاهز للطباعة - موقع الأرشيف
تعليم

بحث عن الإسراء والمعراج جاهز للطباعة

بحث عن الإسراء والمعراج جاهز للطباعة، يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل:” سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله” وتُشير هذه الآية الكريم إلى الرحلة الإعجازية الذي مكن الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم منها في يوم السابع والعشرين من رجب قبل ثلاث سنوات من الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة فكان لها أثرًا كبيرًا في نفس النبي عليه السلام فثبتت قلبه بعد عام الحزن الذي فقد فيه النبي صلى الله عليه وسلم زوجه خديجة بنت خويلد في السنة العاشرة للبعثة وعمه أبو طالب الذي كان يجافي عنه أذى قريش. فما هي تفاصيل الرحلة وماذا يعني الاسراء والمعراج لغًة واصطلاحًا وكيفية ووقت حدوثه و ما هي فضائل هذه الليلة والأعمال المباحة فيها والأدعية المستجابة فيها؟.

قصة الاسراء والمعراج

الإسراء في اللغة السير في الليل وفي الاصطلاح كما حدده علماء التفسير رحلة النبي صلى الله عليه وسلم بصحبة جبريل عليه السلام على دابة البراق من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى ومن ثم عودته منه في ذات الليلة، بينما المعراج هو الدرج أو السلم الذي يستخدم للصعود إلى الأعلى وفي اصطلاح علماء التفسير صعود النبي صلى الله عليه وسلم إلى السموات العلى من بيت المقدس ورؤيته عجائب خلق الله في تلك السماوات ومن ثم عودته ايضًا في ذات الليلة.

وفيما يتعلق بقصة الاسراء والمعراج فإن تفاصيلها تدور في رحى الأحداث التي واجهها النبي صلى الله عليه وسلم خلال سنوات البعثة العشر وتحديدًا بعد عام الحزن الذي فقد فيه النبي صلى الله عليه وسلم زوجه الأولى خديجة وعمه الذي كان يُدافع عنه ويكف عنه بطش وأذى قريش جاءه الملك جبريل ومعه ملكين اثنين آخرين منهم الملك ميكائيل وآخر وقاموا بشق بطن النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجوا ما به من غل وغسلوه بماء زمزم ومن ثم عرض عليه جبريل خمرًا ولبنًا فاختار عله الصلاة والسلام الفطرة وشرب اللبن وبعدها حمله على دابه البراق ونزل فيه ببيت المقدس فصلى هناك ثم عرج إلى السماء العليا فرأى في كل سماء من السموات السبع الطباق عجائب خلق لله ومن ثم ارتقى به مجاوزًا تلك السموات وعندها كشف عنه الحجاب وكلمه الله تكليمًا وأوحى إليه ما أوحى.

حقيقة رحلة الاسراء والمعراج

لا شك أن الرحلة كانت حقيقية ومعجزة أيد الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في قوله :” سبحان الذي أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله.. إلى نهاية لنريه من آياتنا الكبرى ” ويُشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج بعد أن صلى بالأنبياء في بيت المقدس وعرج إلى السماوات العلى كان جبريل يستأذن له عند كل سماء وما يكون رد أهلها إلا مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح إلا في السماء السابعة حين رأي نبي الله إبراهيم رحب به إبراهيم عليه السلام وقال وفق ما قال آدم عليه السلام مرحبًا بالنبي الصالح والابن الصالح وبعد السماء السابعة رأي النبي صلى الله عليه وسلم عجائب قدرة الله في خلقه فسمع صريف الأقلام التي يُكتب بها القضاء والقدر وهناك فرضت عليه بعض الفروض.

ومن الفروض التي فرضت في ليلة الاسراء والمعراج الصلوات الخمس ولكنها كانت كثيرة وبلغت خمسين صلاة في اليوم من الصلوات الخمس الفجر، الظهر ، العصر، المغرب، العشاء ولكن نبي الأمة وشفيعها ظل يرجو الله عز وجل أن يُخففها حتى بلغت 5 صلوات لكنها بأجر 50 منها ونزل بها الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء.

سبب رحلة الاسراء والمعراج

تُشير الكتب الدينية التي فسرت الرحلة لإعجازية الإسراء والمعراج التي تجلت فيها قدرة الله في خلقه وأخبرت بمكانة النبي صلى الله عليه وسلم عنده إلى أن السبب الرئيس فيها كان مواساة النبي صلى الله عليه وسلم ومحاولة المسح على قلبه برحمة الله ولطفه بعد أن فقد أعز الناس إليه زوجته خديجة بنت خويلد التي شهدت معه أهوال البعثة وكانت خير معين له فضلًا عن وفاة عمه أبو طالب ذلك الحصن المنيع الذي كان يكف عنه أذى قريش ويحميه منهم.

ويُشير آخرون إلى وجود أسباب أخرى وهي تبيان مكانة المسجد الأقصى وعظمة المدينة المقدسة وقد كان الله قادرًا أن يكون المعراج مباشرة من المسجد الحرام في مكة المكرمة ولكن اختار أن يكون من الصخرة المشرفة في بيت المقدس ليعرف المسلمون جميعهم مكانة هذه المدينة وقيمة ذلك المسجد، ولتكون هذه الحادثة دليلًا دامغًا على تاريخ القدس الذي يُحاول اليهود أن ينفوا عنها قدسيتها ويهدموا مسجدها لحساب بناء هيكلهم المزعوم.

معجزات ليلة الاسراء والمعراج

تُعد دابة البراق أحد المعجزات التي شهدت الاسراء والمعراج فهي دابة أصغر من البغل وأكبر من الحمار وقد أركب جبريل النبي عليها في رحلته الأرضية من مكة إلى بيت المقدس ولونه أبيض شديد اللمعان والصفاء متلألأ ومتوهج من شدة بياضه وقد سار في الرحلة بسرعة الضوء من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس حيث أراد الله سبحانه وتعالى أن يحمي الرسول صلى الله عليه وسلم من الآثار المترتبة على الرحلة والوقاية من أضرارها على جسده.

ومن المعجزات التي تضمنت الرحلة أنها كانت بروح وجسد النبي صلى الله عليه وسلم وذلك واضحًا في الآية “سبحان الذي أسرى بعبده” أي أنه أسرى وعرج بالنبي روحًا وجسدًا على البراق وأعاده عليها ايضًا بسرعة الضوء.

فضائل ليلة الإسراء والمعراج

اختلف العلماء في فضائل ليلة الاسراء والمعراج فمنهم من رأى أنها ليلة يُضاعف فيها أجر الصلاة حيث الصلاة بخمسين وقد تضاعف لمن يزيد عن 700 ضعف وهناك من رأى أن ذلك باطل، فيما يُشير آخرون إلى صيام يوم الاسراء والمعراج والذي يعتقد الكثيرون أنه يوم السابع والعشرين من رجب ولكن ليس هناك دليلًا منقولًا عن النبي أن ذلك اليوم شهد الاسراء والمعراج.

ولكن تتجلى عظمة الحادثة في العجائب التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم في كل سماء من السموات السبع فكل واحدة كانت تُخبره بمصير أحد من أهل الأمة فمن يأكل مال اليتيم يسبح في بئر ماء وتُلقمه الملائكة الحجارة، ومن تكشف عن مفاتنها تُسحب منها ولا تشم رائحة الجنة وأولئك هن الكاسيات العاريات الذي يلبسن على رؤوسهن البخت.

ويُشير الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية إلى أن الذكر والاستغفار والدعاء وغيرها من الأعمال الصالحة التي تُعيد الإنسان إلى نهجه القويم وتُعينه على استكمال رحلة الإيمان وصولًا إلى طمأنينة القلب وسلامة النفس والروح من الأعمال المستحب القيام بها في ليلة الاسراء وفي كافة أيام حياة الإنسان فلا يغفل عن ذكر الله.

العبرة من حادثة الإسراء والمعراج

كثيرة هي العبر التي يُمكن استخلاصها من حادثة الاسراء والمعراج بدءًا من أولها والتي كانت بتخيير النبي صلى الله عليه وسلم بشرب اللبن أو الخمر فاختار اللبن والذي يُشير إلى فطرة الدين الاسلامي، فضلًا عن توثيق العلاقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى وإعلام المسلمين بأن مكانتهما عند الله واحدة وأن محاولة الانقضاض على أحد منها هي تهديد خطير للآخر وأن التفريط به كذلك، ومن العبر ايضًا التأكيد على أهمية الصلاة فهي سلاح المسلم في الحفاظ على دينه القويم، وأثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قادرًا على أن يواجه مألات المرحلة القادمة من الدعوة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى