بناء العنكبوت عشه صفه مكتسبه
بناء العنكبوت عشه صفه مكتسبه، ينتمي العنكبوت إلى طائفة العنكبوتات وليس كما يتوقع الجميع في طائفة الحشرات إذ يحتوي على 8 أرجل مفصلية مقوسة الشكل غالبًا، أربعة منها أمامية والأربعة الخلفية الأخرى معكوسة ما يجعله مختلفًا عن الحشرات التي تحتوي على 6 أرجل فقط، ناهيك عن أنه من ذوي العيون بسيطة التركيب، فيما ينقسم جسمه إلى قسمين الرأس والصدر اللصيق بالرأس والذي يُعد امتدادًا له، وهو يفتقر لمظهر الأجنحة ولصفتها إذ أنه يتحرك بواسطة القفز وليس الطيران، ولعل أبرز ما يُميز العنكبوت أن بنائه لعشه صفة فطرية لديه وليس مكتسبة فهو يملك قدرات في تكوينه الخلقي تجعله قادرًا على بناء شبكة الحرير التي تُعرف بمسكنه من أجل اصطياد الفرائس والحصول على التغذية اللازمة..
العنكبيات
تُعد من المفصليات وتبع شعب مفصليات الأرجل جسمها يتكون من قطعتين فقط رأس صدر وبطن ويكون الرأس والصد موجودين في قطعة واحدة وجميع العنكبيات لها أربع أزواج من الأرجل أي ما يُعادل ثمانية أرجل تتصل بمنطقة الرأس صدر، وتُعد من الحيوانات المفترسة حيث تقوم باستخدام زوج واحد من الزوائد لديها للامساك بفريستها من خلال حقن الفريسة بسم يشل حركتها ومن ثم يفرز مادة عليها فيهضمها ويُحولها إلى سائل يشربه فيما تقوم المغازل لديه بغزل نسيج حول الفريسة لتحفظها طريقة وتتغذى عليها وقت الحاجة.
معلومات عن العنكبوت
التقارير والدراسات العلمية التي تناولت العنكبوت من حيث الصفات العلمية والقدرات الخاصة في البيئة المحيطة له من حيث التأثر والتأثير تُشير إلى أنه يُصنف علميًا ضمن الحيوانات حقيقية النوى من الفرقة العليا الخاصة بثنائية التناظر ويندرج ضمن قسم المفصليات وشعبية مفصليات الأرجل وطائفة العنكبيات ورتبة الريتلاوات وهي متعددة الأنواع إذ يزاد عدد أنواعها عن 40ألف نوع، وهو لا يُسبب ضرر للإنسان بل بالعكس يُحقق فائدة للإنسان بتخليصه من الحشرات والفتك بها بدلًا من تكاثرها واتيانها على الأخضر واليابس في حياة الإنسان.
يُعرف ذكر العنكبيات باسم العنكب بينما يُطلق اسم العنكبوت على الأنثى، وتملك العنكبيات ثمانية أرجل وأربعة أزواج من العيون ولا تملك أجنحة للطيران حيث تعتمد على القفز كما أنها لا تملك أعضاء تُمكنها من المضغ حال اصطياد فرائسها بشبكة الحرير خاصتها.
يذكر أن العنكبيات تنتشر في جميع المناخات وتسكن على اختلاف الارتفاعات وهي متعددة الأصول والأنواع في مختلف الأقطار ودول العالم التي تعيش في بيئاتها المتنوعة.
كيف تبني العنكبوت بيوتها؟
تحدثنا ضمن المعلومات الخاصة بالعنكبيات أن الأنثى يُطلق عليها العنكبوت ويُشار هنا إلى أنها أي – الأنثى- هي التي تحمل مسئولية بناء البيت الذي قال فيه الله سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت :”مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون”. فهل فكرتم كيف تبني العنكبوت بيتها وما هي خصائص هذا البيت؟!
تولى أنثى العنكبوت عملية بناء البيت الذي يكون مرتعًا سميًا للامساك بالفرائس من الحشرات وتعمل على إنتاج خيط الحرير الذي تغزل منه البيت من خلال مغازل توجد أسفل البطن وهذه المغازل تتصل بغدد صغيرة تُفرز المادة التي تتشكل منها الخيوط وتبدأ العنكبوت بغزل البيت من خلال ربط طرف الخيط الأول بساق أي من الأعشاب أو أوراق الشجر في الطبيعة ومن ثم تعمل على الهبوط إلى الأرض مع الخصلة الحريرية وتستمر في إخراج الخيوط من مغازلها الثلاث أسفل البطن وتُكمل عملية الحياكة صعودًا وهبوطًا وفي تلك المرحلة يكون الغزل بشكل محكم وشديد وتُفرز لتحقيق ذلك مادة لاصقة ويكون تثبيت الخصل التي تنسجها بشكل أفقي دائمًا وفي مرحلة تالية تعمل على اسقاط خيطين حريريين من كل طرف وتعمل من خلالها على تكوين جسور أخرى أقل ارتفاعًا مما يُحقق أساسًا للشبكة وتستمر في عملية الغزل وتتجمع كافة الخيوط في الوسط ونهايًة تعمل العنكبوت على إفراز مادة لاصقة في الخيوط الخارجية من الشبكة وحين تنتهي تضع الغراء في الداخل وعلى بعض الأطراف لتترك مكانًا تستطيع من خلاله الحركة بسهولة دون أن تضر نفسها.
بناء العنكبوت عشه صفه مكتسبه
وضع الله سبحانه وتعالى في العنكبوت قوة خارقة بحيث جعلها تفقه بالفطرة كيفية بناء بيتها لسكون إعجازًا لكل ذي علم يستهين بأدق مخلوقات الله ولذلك فإنه يُمكن التأكيد على أن صفة بناء العنكبوت لعشه ليست صفة مكتسبة أي أنه يعرفها بعد أن يرى أمه تفعل ذلك كما هو الحال في الطيور.
ومن الأسرار التي تختص بها العناكب في بناء بيوتها أنها تصنع لها عش مجاور للشبكة التي تنسجها من أجل اصطياد فرائسها والعجيب أنها تقوم بلف ورقة شجر وتصنع لنفسها في الداخل سريرًا من الحرير وتستقر براحة تامة لتُراقب قرب فرائسها وذلك من خلال جهاز انذار يصل بين النسيج والعش فما إن تشعر بأي اهتزاز في النسيج تعمل فورًا على التعامل معه بالشكل المناسب فإذا كان ضخم ومميت تطلق سراحه من بعيد وإذا كان كبير ولا يؤكل تلفها بخيوط الحرير من بعيد عبر غدة عنقودية الشكل ومن ثم تبدأ بالتقدم نحوها عبر الخيوط الآمنة التي تركتها لنفسها دون مادة لاصقة وتغذى عليها.
ولعل من أبرز خصائص بيت العنكبوت أنه على الرغم من الإقرار القرآني بوهنه وضعفه إلا أنه ذو تأثير قوي فالعناكب تستخدمه من أجل اصطياد الفرائس التي تلتصق بخيوطه المتشابكة كما أنه يحتوى على جرعات سُمية عالية من سم العنكبوت العصبي ويقوم بشل حركة الضحايا من الحشرات ببطء حتى تتمكن العناكب من افتراسها والتغذي عليها.
يذكر أن أحد الدراسات الحديثة التي تابعت حركة العنكبوت أثناء بنائه بيته توصلت إلى حقيقة مؤكدة أن اختلاف الشكل النهائي للشبكة العنكبوتية من عنكبوت إلى آخر لا يعني وجود قواعد متباينة للبناء فجميعها وإن اختلفت تستخدم قواعد واحدة في البناء وأن تلك القواعد مشفرة في أدمغتها أي أنها فطرية وليست مكتسبة أي أنها قواعد مشفرة مختزنة في عقل العنكبوت من صنع الخالق.
