جميع احداث التاريخ تقوم على الترتيب الزمني وتتابعه
جميع احداث التاريخ تقوم على الترتيب الزمني وتتابعه، إن دراسة الإنسان للتاريخ تصنع منه إنسانًا قادرًا على المحافظة على قيم ومبادئ مجتمعه القويمة، وتمنحه حالة من الإدراك للثقافات الأخرى وإنجازاتها المختلفة والعمل على نقلها والاستفادة منها وفقًا للحالة الوطنية والمجتمعية التي تكون عليها البيئة التي يقطن فيها.
وإذا ما نظرنا للتاريخ من المنظور التعليمي فإننا نجده يقوم على حالة تنظيمية تعتمد على ترتيب الأحداث وفق الترتيب الزمني والتتابع العصري الذي تحدث فيه ويتم نقلها إلينا بكثير من الدقة والموضوعية للتمكن من فهم سمات مجتمع ما في مرحلة زمنية معينة أو التعرف على أحداث هامة في عصر معين دون غيره، فإذا واجهت مرحلة زمنية اتساعًا في رقعة الدولة الإسلامية والفتوحات والغزوات يُطلق على تلك الفترة فترة الفتوح الإسلامية أو العصر الإسلامي، وإذا واجه تطروًا تكنولوجيًا كما هو الحالة الآن وازدادت الاختراعات العلمية والابتكارات في مجالات التقنية والذكاء الاصطناعية وغيرها من الرقمية يُطلق عليه عصر التكنولوجيا وهكذا بالنسبة لانتشار الثقافات والفنون المختلفة..
جميع احداث التاريخ تقوم على الترتيب الزمني وتتابعه
تُشير هذه العبارة إلى التاريخ بمعناه البسيط الذي يعرفه جميع الناس مهما كانت ثقافتهم ووعيهم بالعلوم جيدة أم معدومة فترتيب الأحداث زمنيًا وتتابعها واحدًا تلو الآخر في فترة معينة يدل عليها ويؤصل لها في الكتابات العلمية التي يُمكن تدريسها للأجيال من بعد ذلك ليكونوا عارفين بما جرى ويستطيعوا استشراف الحالة المستقبلية من خلال عمليات تتعلق بالاكتشاف والجمع للمعلومات والعمل على عرضها وتنظيمها زمنيًا ومن ثم تفسيرها للتمكن من صياغتها بأسلوب يُعرف بها الأمم التالية.
تعريف علمي للتاريخ
هل فكرت يومًا أن تصيغ تعريفًا علميًا دقيقًا لوصف التاريخ؟ إن لم تُجرب فلا بأس فقد استبقنا الخطوة لك وما عليك إلا القراءة ومحاولة لملمة الأفكار لتُطابق التعريف بالمفهوم العام للتاريخ ..
يُشير المؤرخون إلى أن علم التاريخ :” هو أحد فروع الدراسات الاجتماعية ويقوم على دراسة الماضي البشري وتحليله وفق المنهج السردي، وهو حالة من البحث والاستقصاء للحوادث التي وقعت للإنسان في الزمن الماضي” أما عملية كتابة التاريخ فهي تقوم على السرد التسلسلي للأحداث.
ويمتاز التاريخ بأهمية كبيرة للإنسان فهو يُسهم في بناء شخصيته، وتشكيل ثقافته وتحقيق وعيه بذاته والتخطيط لمستقبله ومن أهم المصادر التي تعتمد عليها كتابة التاريخ (الوثائق، النقوش، الآثار، المسكوكات، الكتب التاريخية، الكتب الجغرافية وكتب الرحلات، كتب الأدب والرواية الشفهية).
ما فائدة دراسة التاريخ
إذا كنت تعي المفهوم العام والتعريف العلمي البحت للتاريخ فلا بد لك عزيزي القارئ أن تفقه الفائدة التي تُحققها دراسة التاريخ للفرد والمجتمع على حدٍّ سواء فهو على مستوى الزمن الماضي يُعرفنا بأحوال الأمم السابقة التي تم ذكرها في الكتب السماوية والآثار والبرديات وغيرها كما يُعرفنا على تفاصيل تراثها الإنساني والاجتماعي والثقافي والعمراني وغيرها.
ويُمكن من خلال دراسة التاريخ التعرف ايضًا على حقيقة الأحداث التي وقعت في فترة زمنية معينة والتأكد من سلامة روايتها بطريقة دقيقة وصادقة، فضلًا عن التعرف على الرواة ورحلاتهم المختلفة في استكشاف العلوم وطلب المعرفة وتُحقق دراسة التاريخ أيضًا معرفة الحاضر وتوقع المستقبل وفقًا للقراءة الدقيقة للوقائع والأحداث وربطها بالتطورات المحتملة.
الفرق بين التاريخ والآثار
يخلط الكثير من الدراسين للتاريخ بينه وبين الآثار ولكن يُمكن القول أن الآثار بعض من كل أي أن دراستها جزء من علوم التاريخ والتي تتنوع إلى عدة أنواع منها التاريخ النفسي، التاريخ السياسي، التاريخ العسكري والبحري وغيرها وكل نوع يختص بحالة معينة دون غيرها.
وعلم الآثار هو يبحث فقط في المخلفات المادية الخاصة بالحضارات السابقة سواء المباني العمرانية أو التحف أو الأدوات التي كان يستخدمها الإنسان في تلك الفترة أو الأسلحة التي كان يُحارب بها وحتى النقوش التي كان يخطها على الجدران والأماكن ويتم من خلالها استنباط الحقائق التاريخية لتلك الفترة وتُعد وسيلة محايدة في دراسة التاريخ وهي لا تتأثر بعملية نقل الرواية من قبل الرواة أو الناقلين كونها تكون شواهد يُبصرها الإنسان بالعين ويعمل على تحليلها علميًا وفق الفترة الزمنية التي وجدت فيها.
أما التاريخ فهو الكل والأشمل فهو إضافة إلى دراسة المخلفات المادية للحضارات يدرس الروايات المنقولة ويعمد إلى تمحيصها واستجواب دقتها من خلال المقارنات بالأدلة المختلفة وذلك وصولًا إلى الحقيقة التاريخية المجردة، وبحسب المؤرخين فإن التاريخ هو :”دراسة تعتمد على حقائق الماضي وتتبع سوابق الأحداث، ودراسة ظروف السياقات التاريخية وتفسيرها بما يُوصل إلى الحقيقة البحتة”، وأحيانًا يُطلق على التاريخ تعريف الخط الزمني أو التسلسل الزمني للأحداث، فما هو الخط الزمني؟
ما هو الخط الزمني
يُعرف الخط الزمني بحالة من الرسوم البيانية تُمثل مجموعة من الأحداث المتتالية والتي يربط بينها في مواقعها طول الخط الزمني، وبمعنى آخر يُمكن أن يُعرف بأنه سرد وتوضيح الأحداث التاريخية والعلمة وكافة الأحداث الهامة وفق خط زمن معين أو فترة بعينها.
ويُشار إلى التسلسل الزمني للتاريخ القديم بتتبع الأحداث من بداية تسجيل التاريخ حتى أوائل العصور الوسطى، حيث أن الفترة قبل التسجيل كانت معلومة الأحداث ولكنها لم تكن مسجلة بلغة مكتوبة فوجد الحديث عن الألفيات قبل الميلاد وصولًا إلى الألفية الأولى قبل الميلاد ومن ثم جاءت القرون قبل الميلاد حتى القرن الـ34 ق. م ومثل العام 3200 قبل الميلاد بداية العصور التاريخية حيث ظهرت الكتابة السومرية والسامرية والهيروغليفية، واستمر التطور والتسلسل الزمني حتى 2055 قبل الميلاد وكانت تلك بداية العصور الوسطى في مصر وتتابعت الأحداث بعدها وظهرت الكتابة الأبجدية في العام 1800 قبل الميلاد ومن تطورت وحدثت عليها الكثير من العوامل والتأثيرات حتى وصلنا إلى الكتابة الفينيقية في العام 1050 وإنشاء أبجدية لها وصولًا إلى العصور الكلاسيكية القديمة شهدت توثيق التاريخ الثقافي المتمحور حول البحر الأبيض المتوسط فضلًا عن ضم حضارتي اليونان وروما القديمتين وإطارهما الزمني وصولًا إلى العام 476 للميلاد والذي مثل نهاية التاريخ القديم.
مراحل بناء الخط الزمني
علميًا إن بناء خط زمني لا يمر عفويًا أو بشكل عشوائي وإنما وفق مراحل منظمة قائمة على أسس وقواعد معينة وتشتمل مراحل بناء الخط الزمني على خمس مراحل هي : –
- تحديد المقياس الزمني عبر التعريف بحالة الزمن الذي سيتم تمثيله على الخط وذلك من أجل التمييز بين الماضي البعيد والحاضر والمستقبل، فضلًا عن تحديد وحدة القياس سواء كانت سنوات أو عقود أو قرون.
- رسم الخط الزمني بحيث يتم الموازنة في خط الطول الزمني مع الخط الأفقي المراد تمثيل الحقب الزمنية عليه
- قياس الزمن على الخط بتحديد التواريخ الهامة
- رسم وبناء الخانات وفقًا للأحداث وتحديد خانة موازية للخط تتناسب مع الموضوع المراد تسجيله
- تلوين الخط الزمني وهي المرحلة الأخيرة ويُقصد بالتلوين هنا إبراز الأحداث على الخط الزمني ووضع العنوان المناسب للتمكن من تسجيل المفتاح الدال عليها في أسفل الخط الزمني.
كيف يمكن قراءة الخط الزمني للأحداث التاريخية
هناك عدد من الطرق التي يتم من خلالها قراءة الخط الزمني للأحداث التاريخية بعضها يعتمد على التقديم والآخر على التحليل والثالث على التلوين.
وتُعرف القراءة بالاعتماد على التقديم بأنها قراءة للمفاتيح المتوافرة لتلك الفترة على مستوى الأحداث التاريخية وتحديد عنوانه لبدء عملية البحث والتحري عنها، بينما طريقة التحليل تكون بالعمل على تعيين تاريخ حدث أو ظاهرة معينة ومن ثم الحديث عنه وفق إطاره التاريخي وطبيعة الأحداث التي جرت تتابعًا ومن ثم مقارنتها مع أحداث أخرى في مناطق تاريخية أخرى في فترة زمنية مختلفة كتحليل أحداث حرب الخليج وحرب اليمن أو حرب 56 وحرب 73 وهكذا، أما قراءة الخط الزمني وفقًا لطريقة التلوين فإنها تكون بـإعطاء المناطق على الخريطة التي واجهت أحداثًا مشابهة في فترة زمنية معينة ذات اللون مع تمييز رسومها البيانية وأرقامها الإحصائية بألوان متباينة للتسهيل في عملية المقارنة واستقصاء الاستنتاجات اللازمة.