حكم طواف الوداع في الحج ابن باز
حكم طواف الوداع في الحج ابن باز، بعد أن ينتهي الحجاج من أداء مناسك الذبح ورمي الجمرات في أيام التشريق التي يوم عيد الأضحى وتستمر لثلاثة أيام حتى الرابع عشر من ذي الحجة يبدئون بالعودة إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة لأداء طواف الوداع والذي به تنتهي فريضة الحج ويُمكنهم من العودة إلى ديارهم التي خرجوا منها تلبية لنداء الله بحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا، فما هو طواف الوداع وما حكم طواف الوداع في الحج؟
ما هو طواف الوداع
يُعد طواف الوداع العمل الأخير الذي يقوم به الحاج قبل خروجه من مكة المكرمة عائدًا إلى وطنه أو مسافرًا إلى المدينة المنورة ليستكمل الشعائر الإيمانية بزيارة المسجد النبوي وقبر المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة الأكرمين، ويتم تأدية طواف الوداع بعد الانتهاء من أداء مناسك الحج بالذبح ورمي الجمرات والحلق والتي تتم في أيام التشريق وهي ثلاث أيام بعد يوم النحر.
ويفضل الكثير من المسلمين الذين يؤدون فريضة الحج أن يقوموا بطواف الوداع ومن ثم يحزمون أمتعتهم وصولًا إلى المدينة ليستمتعوا بزيارة الأماكن المقدسة والصلاة في المسجد النبوي والتي تُعادل كل صلاة فيه ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.
حكم طواف الوداع في الحج
تُشير الفتاوى الرسمية عن علماء المسلمين المعتد بصلاح فتواهم وموافقتها لأحكام الشريعة وما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن طواف الوداع في الحج واجب على الحاج وذلك عملًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم :” لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت”
والمعروف أن المسلم الحاج إذا فرغ من أداء مناسك الحج كاملة بعد يوم النحر وأتم رمي الجمرات في أيام التشريق يعود إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة ويطوف بالكعبة سبعة أشواط كاملة ولكنه لا يتبع الطواف بالسعي بين الصفا والمروة وإنما يُصلي ركعتين ويعود إلى دياره.
وورد في الصحاح أن النبي صلى الله عليه وسلم حين انتهى من أداء الحج دخل إلى مكة في آخر الليل وطاف طواف الوداع ومن ثم صلى الفجر في يوم الرابع عشر من ذي الحجة وبعدها توجه إلى المدينة.
شروط وكيفية أداء طواف الوداع للحاج
ذكرت العديد من المجامع الفقهية شروطًا لأداء طواف الوداع وذلك وفقًا لما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وتُعد النية أول شروط طواف الوداع فيضمر الحاج النية بقلبه ويُصدقها بالعمل ويتبع النية تحقيق أمر الطهارة في البدن والثوب وكذلك ستر العورة، كما يُشترط أن يكون الطواف سبعة أشواط حول الكعبة تبدأ من أمام الحجر الأسود وتنتهي به، ولا يفصل بين الأشواط بحيث تكون الأشواط السبعة متوالية وإذا ما اضطر للفصل بينها لعذر يعود لإعادتها من البداية وبعد أداء الطواف يُصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام إن تيسر له ذلك وإلا في حال الزحام الشديد وتعسر الوصول إلى خلف مقام إبراهيم عليه السلام يُصلي ركعتين في أي مكان في المسجد الحرام على أن يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة الاخلاص، ويقول بعض العلماء أن الحاج إذا قرأ بغيرهما سهوًا فلا بأس ويكون طوافه صحيحًا.