حكم عبارة اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين ابن عثيمين - موقع الأرشيف
مقالات

حكم عبارة اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين ابن عثيمين

حكم عبارة اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين ابن عثيمين، الدعاء ببلوغ رمضان ليس فيه شيء من الحرمة أو الإكراه فالإنسان المسلم تهفو نفسه لأن يصوم رمضان أعوامًا مديدة وسنوات طويلة ما امتد العمر به التزامًا بأمر الله وتحقيقًا لشعيرته الإسلامية التي تكون مرة واحدة في العام وتمتد لثلاثين يومًا أو أقل بيوم وفقًا لاستطلاع هلال الشهر الهجري، ولكن الكثير من الناس حين يدعون ببلوغ رمضان يُضيفون جملًا أخرى مثل :” اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين” ولكن هل تجوز مثل هذه الأدعية ببلوغ رمضان وما حكم عبارة اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين ابن عثيمين..

الدعاء ببلوغ رمضان

إن الدعاء ببلوغ شهر رمضان أمرٌ مشروع لا جدال في ذلك خاصة إن لم يشتمل على إثم أو تعد، فالدعاء هو الوسيلة التي يتقرب بها العبد المسلم إلى ربه يرجون أن يمنحه المزيد من الوقت ليؤدي الطاعات ويزيد رصيده من الحسنات.

وهناك الكثير من الأدعية التي يلهج بها لسان وقلب المسلم عند قرب شهر النفحات الإيمانية والبركات والمغفرة والرحمة شهر رمضان فالبعض يتذكر فضائل الشهر ويصدح لسانه اللهم بلغنا رمضان وأعنا على الصيام والقيام وقراءة القرآن يا رب العالمين، وآخرين يدعون :” اللهم بلغنا رمضان وهذب نفوسنا فيه وطهر دواخلنا يا رحمن يا رحيم واكتب لنا فيه توبة نصوح واختمه لنا بالأعمال الصالحة” وتُعد مثل هذه الأدعية مباحة وليس فيها تعد على الله أو اثم ولكن البعض يلجأ إلى استخدام عبارات أخرى كـ “اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين” فما حكم ذلك؟

حكم دعاء عبارة اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين

المعنى العام من العبارة هو ألا يفقد الإنسان قبل شهر رمضان أحدًا من أحبته ولا يفقده كذلك أحبته، ويرى بعض العلماء أنه دعاء تمني على الله لا حرج فيه ومن بين هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ فحين سؤل بجواز الدعاء بهذه العبارة أخبر أن الدعاء ببلوغ رمضان ليس فيه شيء وأن السلف الصالح كانوا يدعون ببلوغ رمضان، لكنه لم يُقر بعبارة “لا فاقدين ولا مفقودين” وأشار أن تركها أحسن.

حكم عبارة اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين ابن عثيمين

يقول الإمام ابن عثيمين في مجمع الفتاوى والأحكام التي تُعرض عليه ويُبينها للناس وفق الأصول الشرعية وما ورد في السنة النبوية المشرفة والسلف الصالح بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الدعاء ببلوغ رمضان أمر مستحب فالإنسان يريد أن يزيد من رصيده في الطاعات عند الله، والحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول :” قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به” فالمسلم يُريد المزيد من الجزاء الحسن من الله سبحانه وتعالى بتحقيقه أمر الصيام واستكمال الفريضة على أكمل وجه.

وبالعودة إلى حكم عبارة اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين لابن عثيمين فإن الشيخ في مجمع الفتاوي قال أن عبارة “لا فاقدين ولا مفقودين” لا تجوز، لأن فيها تعدي على حكم الله والموت حق على العباد، وتابع بالقول :” هي عبارة ما سمعنا بها عند السلف و ﻻ في الأثر وكأن الإنسان يرفض أن يموت أو يموت أحد يحبه”. والله أعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى