سبب افلاس منصة التداول FTX - موقع الأرشيف
مقالات

سبب افلاس منصة التداول FTX

سبب افلاس منصة التداول FTX، لم يمر وقت طويل على إنشاء منصة التداول الرقمية في تي اكس حتى انطوت صفحتها سريعًا بالإفلاس وتاليًا باعتقال مؤسسها سام بنكمان فرايد بتهم تدبير مخطط للاحتيال على المستثمرين، وهو ما ينفي هدف إنشائها المتعلق بتوليد أكبر قدر ممكن من الثروة لاستخدامها في الأغراض الخيرية.

وتم تداول خبر الإفلاس على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، وبدأت تساؤلات النُشطاء تتصاعد حول سبب الافلاس خاصة وأن مدة التأسيس والنشاط في سوق التداولات الرقمية لم يدم أكثر من ثلاث سنوات، وفي سياق السطور التالية نصحبكم في رحلة التعريف بالشركة من التأسيس إلى الإفلاس بالتفاصيل العميقة..

متى تأسست منصة FTX

في العام 2019 راودت فكرة تأسيس منصة للتداول الرقمي للعملات المشفرة عقل الشاب سام بنكمان فرايد من أنتبغوا وباربودا في جزر البهاماس وسريعًا بدأ يُروج لها، وكان الهدف الأسمى الذي روج له هو الإنفاق منحجم التداولات الرقمية على الأعمال الخيرية فبدأ بالاقتناع بالفكرة كثيرون وبدأ الشغوفون بالعمل الخيري بالتداول على العملات.

خلال العام التالي تمكن صاحب الفكرة من الاستحواذ على تطبيق بلوكفوليو الخاص بعملية تتبع العملات المعماة وكانت قيمة الاستحواذ المنشورة وقتها 150 مليون دولار

على مدار عامين حتى 2021 بلغ متوسط حجم التداول اليومي للبورصة ما قيمته 10 مليار دولار تم جمعها من قرابة أكثر من مليون مستخدم وقد تم استثمار تلك الأموال ضمن عمليات تشغيل منفصلة أتيحت للمقيمين في الولايات المتحدة ما أثمر تجميع 900 مليون دولار في يوليو 2021 وأدى إلى رفع قيمتها إلى 18مليار دولار من أكثر من 60 مستثمرًا.

وتوالى ارتفاع قيمة الشركة المالية بعد أن وقعت اتفاق رعاية في سبتمبر من ذات العام مع فريق مرسيدس لسباق فورمولا1 وبعدها بشهر تمكنت أيضًا من رفع قيمة رأس مالها إلى 25 مليار دولار من عدد من المستثمرين من بينهم شركة تيماسك وتايغر غلوبال في سنغافورة ووصلت إلى 32 مليار دولار  خلال مطلع العام الحالي 2022 على إثر حملات جمع الأموال للأعمال الخيرية لكنها فجأة بدأت بالتعثر.

سبب افلاس منصة التداول FTX

بعد حالة الارتفاع في القيمة السوقية التي لاحقت الشركة منذ تأسيسها في العام 2019 وحتى مطلع العام الحالي 2022 بدأت بالتعثر شيئًا فشيئًا والسبب يعود إلى بدء اكتشاف عمليات تضليل تقوم بها الشركة وفق ما أعلنت أحد الهيئات التنظيمية لقطاع المصارف الأمريكي مؤكدة أن ما تقوم به FTX ادعاءات كاذبة ومضللة وأن الأموال التي تجمعها عبر الحملات التمويلية غير مضمونة من قبل الحكومة وعمدت الشركة للرد على هذه الاتهامات بعزمها على شراء 30% من أسهم سكاي بريدج كابيتال ولكن لم يُقنع الاستثمار الجديد البعض خاصة موقع كوين ديسك وهو متخصص في العملات الرقمية المشفرة حيث نشر ميزانية مسربة يتهم فيها مؤسس FTX بالتضليل والاعتماد على رمز FTT، وكل هذا التسريب بداية الانهيار للشركة حيث بدأت الشركات العاملة في مجال العملات الرقمية المشفرة بسحب استثماراتها من FTX وذلك في نوفمبر 2022 ومن أبرزها بورصة بينانس ولم يمر إلا بضع سويعات حتى انهارت FTT  تمامًا وبدأت عمليات أكبر لسحب الاستثمارات وفي اليوم التالي أعلنت بينانس أنها تحللت من أي اتفاقيات يُمكنها أن تنقذ FTX  ما جعل اعلان الإفلاس من قبلها قاب قوسين أو أدنى إذ لم يمر يوم الحادي عشر من نوفمبر حتى كانت الشركة أعلنت إفلاسها وفي غضون أيام قليلة تم القاء القبض على مؤسسها بتهم تدبير مخططات للاحتيال على المستثمرين ومازال رهن الاعتقال ويخوض نوبات تحقيق بين الحين والآخر.

فشل FTX في انقاذ نفسها

الانسحابات التي شهدتها منصة FTX للعديد من رؤوس الأموال التي كانت ترفع قيمتها السوقية في التداولات المختلفة أدت إلى انهيار الشركة ولكنها حاولت أن تُنفذ خطة إنقاذ لنفسها بجمع مبلغ 9.4 مليار دولار من المستثمرين والمنافسين لتستكمل العمل وتنهض من جديد لكنها فشلت في ذلك مع استحواذ بينانس عليها وبدء مكافحة عملة بتكوين والعديد من الرموز الأخرى.

ومثلت حالة الانهيار التي لحقت بـFTX صدمة لدى الكثير من المستثمرين والذين كانوا يعتقدون أنها اكثر شركات التشفير استقرارًا في العالم وسادت حالة من الغضب العارم ما أدى بالكيانات الحكومية في البحث وراء الانهيار الذي انتهى بالإفلاس والكشف عمّا إذا كانت المنصة الرقمية تجاوزت قواعد حماية ودائع المستهلكين والعلاقات مع الشركات التابعة للتداول على العملات المشفرة خاصة أن انهيارها أدى إلى انهيار أكثر من 130 شركة تابعة منها FTX وAlameda Research  وغيرهما.

تداعيات إفلاس FTX

لم تجد منصة تداول العملات الرقمية المشفرة إلا أن تُعلن إفلاسها على الملأ وتداعت العديد من الشركات التابعة لها على إثر ذلك وقدم بانكمان فرايد استقالته فيما جرى تعيين جون راي خلفًا له مؤكدًا أن ما جرى كان بسبب سحب الاستثمارات وتوقف عمليات التداول على المنصة ولم يكن هناك مفر من اعلان الإفلاس، وأرجع سبب التعثر وصولًا إلى الإفلاس في منصته إلى تراخي الرقابة والضوابط في الشركة وليس كما يُشاع بنية النصب والاحتيال على المستثمرين.

وأدى هذا الإعلان إلى تخبط العديد من الشركات التابعة لها وبدأت باتخاذ إجراءات تقشفية من أجل الحفاظ على رأس مالها الذي يسمح لها بالاستمرار في التداول ومن تلك الشركات منصة بلوك في Blok FI والتي أشارت تقارير إعلامية مسربة أنها بدأت بتسريح عدد من موظفيها استعدادًا لشبح الإفلاس الذي بات يُطل برأسه من شباك إفلاس الشركة الأكبر FTX حيث تأثرت المنصفة ببورصة العملات المشفرة المفلسة – وفقًا للتقرير-

كم ثروة بانكمان فرايد

الشاب الثلاثيني الذي خدع العالم بمنصة العملات الرقمية المشفرة والتداول الآمن عبرها استطاع على مدار أقل من أربع أعوام أن يُحقق ثروة طائلة خلال حملات التمويل التي يجمع منها اموال المستثمرين للمشاركة في أعمال خيرية كما يقول ووفقًا لتصنيف الفوربس فإن قيمة ثروته قبل إعلان الافلاس بفترة وجيزة لم تتجاوز الشهرين بلغت 17 مليار دولار ولكن هذه الثروة انهارت خلال أيام بل بين ليلة وضحاها.

اعتقال بانكمان فرايد

بعد الشكاوى التي تقدم بها المودعين والذين لم يتمكنوا من سحب أموالهم بعد افلاس FTX والتي تُعد الأشهر بين منصات التداول بالعملات المشفرة تم تحرير أمر اعتقال من المنطقة الجنوبية في نيويورك بحق الرئيس التنفيذي للمنصة والذي كان قد أعلن استقالته في وقتٍ سابق بعد تعثر المنصة وتوقف التداول عليها بسبب سحب الشركات التابعة استثماراتها الكبرى فيها.

وكانت الحكومة الأمريكية تقدمت بطلب للسلطات في جزر البهاما باعتقال فرايد وقدمت ضده لائحة اتهام طويلة إلا أننا لم نعرف من محتواها إلا تهمة تدبير الخطط للاحتيال على المستثمرين وتلك كافية في القوانين الأمريكية للاعتقال والتحقيق للكشف عن انهيار الشركة بشكل مفاجئ والتعرف على مصير أموال المودعين لديه.

وحتى الآن لم يُقر الشاب الثلاثيني بالاحتيال وأشار إلى أن ما جرى بسبب التراخي في الرقابة بالشركة في الأشهر الأخيرة وينتظر المودعين الكشف عن الإجراءات التي ستتخذ بحق الرجل خاصة بعد تولي آخر رأس المنصة وبدء إدارتها من جديد..

يذكر أن منصة FTX كانت تُصنف في المركز الثاني بين منصات العملات المشفرة في العالم الأكثر استقرارًا وأمانًا في التعاملات السوقية والتداولات في البورصة العالمية إلا أن لا شيء مضمون على ما يبدو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى