شرح قصيدة ما ابتغي جل ان يسمى - موقع الأرشيف
تعليم

شرح قصيدة ما ابتغي جل ان يسمى

شرح قصيدة ما ابتغي جل ان يسمى، هي أحد القصائد التي كتبها شاعر العرب أبو الطيب المتنبي وجاءت في مجملها مفعمة بمعاني الحزن والفقد، وهذه القصيدة من القصائد التي يدرسها الطلاب في المناهج السعودية بالمرحلة الثانوية حيث تزخر بالقيم والمعاني الإنسانية إضافة إلى الصور البديعة في البلاغة والنحو، وفي ظل استعداد الطلبة للدرس فإنهم يبحثون عن شرح قصيدة ما ابتعي جل أن يسمى وذلك للتعرف عليها عن قرب والمشاركة مع المدرس في الفصل والتفاعل معه، وفيما يلي نقدم لكم شرح قصيدة ما ابتغي جل ان يسمى شرحًا تامًا.

قصيدة ما ابتغي جل ان يسمى

تُعتبر من أكثر القصائد تأثيرًا في نفس الشاعر أبو الطيب المتنبي فقد نسج أبياتها في حب جدته وشوقه إليها ورثائها بعد أن أعجزها القدر عن انتظاره قليلًا لتراه بأم عينها بعد أن فرقتهما المسافات ويئست من رؤياه ويقول في أبيات قصيدة ما ابتغي جل ان يسمى:-

أَلاَ لا أُرِي الأَحــداث مَدحًـا ولا ذَمَّـا فمــا بَطشُـها جَـهلاً ولا كَفُّهـا حِلْمـا

إلـى مثـلِ مـا كـانَ الفَتَى مَرجِعُ الفَتَى يعُـودُ كمـا أُبـدِي ويُكـري كما أَرمَى

لَــكِ اللّــهُ مـن مَفجوعَـةٍ بحبيبِهـا قَتيلَــةِ شَـوْقٍ غَـيرِ مُلحِقِهـا وَصْمـا

بكَــيتُ عليهــا خِيفَـةٌ فـي حَياتِهـا وذاقَ كِلانــا ثكْــلَ صاحبِــهِ قِدْمـا

عَـرَفتُ الليـالي قَبـلَ مـا صَنَعَتْ بِنا فلَمـا دَهتنـي لـم تَـزِدْني بِهـا عِلْمـا

أَتاهــا كِتــابي بَعـدَ يـأسٍ وتَرحَـةٍ فمـاتت سُـرُورًا بـي فمُـتّ بهـا غَمَّا

حَــرامٌ عـلى قلبـي السُّـرُورُ فـإنني أَعُـدُّ الـذي مـاتَت بِـهِ بَعدَهـا سُـمّا

رَقـا دَمْعُهـا الجـاري وجَـفَّتْ جُفُونُها وفـارَقَ حُـبّي قَلبَهـا بَعـدَ مـا أَدْمَـى

ولــم يُســلِها إِلا المَنايــا وإِنَّمــا أَشَـدُّ مِـنَ السُّـقْمِ الـذي أَذهَـبَ السُّقما

فهو في كل أبياته يُعبر عن ألمه الدفين أنها رحلت بعد أن تضور قلبها شوقًا إليه ولم يمهلها القدر أن تراه فكان هذا الشوق أثقل عليها من المرض في جسمها

شرح قصيدة ما ابتغي جل ان يسمى

يُحاول ابو الطيب المتنبي في قصيدة ما ابتغي جل ان يسمى أن يُظهر مشاعر الحزن والفقد التي راودت قلبه بعد وفاة جدته لأمه فقد كانت له الدرع الحصين الذي يلجأ إليه إذا أهمته الدنيا والقلب الدافئ الذي يأوي إليه كلما ضاقت عليه الحياة بظروفها القاسية، ولكن شاء القدر وأن يفترقا ولا يلتقيا فترة طويلة فكتب إليها رسالة وما إن قرأتها تفتحت أساريرها فرحًا وسعادة خاصة وأنه أعلمها بأن اللقاء قد حان وأن الموعد قد اقترب كثيرًا فلم تكد تنام من شدة الفرح وبدأت بالاستعداد لتقر عينها بحفيدها ولكن شاء القدر أن تُصاب بالحمى وما هي إلا أيام حتى فارقت الحياة دون أن تنعم برؤية المتنبي فكتب هذه القصيدة مخبرًا بحال حزنه على فراقها ورثائه لها.

واستخدم المتنبي الأسلوب الخبري في بناء القصيدة حيث كان في كل شطر من القصيدة يُعبر عما في قلبه من حزن وحسرة وأسى على فراق جدته وكذلك عبر عن فخره واعتزازه بها

من هو كاتب قصيدة ما ابتغي جل ان يسمى

إنه أبو الطيب المتنبي واسمه أحمد بن حسين المتنبي، يُعد من أبرز الشعراء العرب في العصور الوسطى، وهو من مواليد البصرة وكان ومن أهم شعراء العصر العباسي في زمانه فشعره يمتاز بالوزن والقافية كما أنه يفيض بالمحسنات البديعية من الصور والمعاني اللغوية الجميلة وكان يكتب في جميع المجالات الغزل والفلسفة والوطن، كما مدح الأمراء وهو ما جعله محبوبًا لدى الحكام والأمراء.

ويُشير نقاد الأدب والذين درسوا القصائد والنتاج الأدبي بالمتنبي أنه كان كثير التأثر بمن سبقوه من الأدباء والشعراء ، ولكنه طور على أسلوبهم في الأدب العربي الكلاسيكي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى