لماذا لا يستطيع الجمل العيش في المناطق الباردة - موقع الأرشيف
مقالات

لماذا لا يستطيع الجمل العيش في المناطق الباردة

لماذا لا يستطيع الجمل العيش في المناطق الباردة، خلق الله سبحانه وتعالى الكائنات الحية وكافة المخلوقات وهيأ لها الظروف التي تُعينها على الاستمرار بالحياة، سواء من حيث خواص الجسم أو من حيث خواص البيئة التي تقطنها، فبعض المخلوقات لا تتمكن من الحياة في الماء وأخرى تستطيع ذلك وبعض المخلوقات الأخرى تعيش في المناطق القطبية وثالثة في المناطق الاستوائية ولكل منها خصائص تدفع بها للمقاومة والاستمرار بالعيش، ويُعد الجمل أحد المخلوقات التي تتحمل البيئات المناخية الحارة فيما لا تستطيع العيش في المناطق الباردة، لأسباب متعددة سنحاول في سياق السطور التالية توضيحها بشيء من الشرح والتفصيل..

تكيف الجمل مع البيئة

يُقصد بالتكيف التركيب أو السلوك الذي يُساعد المخلوق أو الكائن الحي على البقاء حيًا في البيئة،  فكل مخلوق في هذه البسيطة تم تهيئة جسده ووظائفه الحيوية بما يتوافق مع البيئة التي يحتمل العيش فيها، ولأن الجمل يعيش في المناطق الحارة والبيئات الصحراوية فقد هيأه الله سبحانه وتعالى بميزات تجعله قادرًا على تحمل هذه الأجواء فمنحه خفان يُساعدانه على المشي في رمال الصحراء دون الغوص فيها حتى لا يشعر بحرارتها، كما تم تهيئة أعضاؤه الداخلية بما يتناسب مع طبيعة الطعام الذي يتناوله ليُبقيه حيًا ونظرًا لاعتماده في التغذية على النباتات الموجودة في الصحراء والتي عادًة ما تحتوي على الأشواك فقد منح الله سبحانه وتعالى الجمل شفة مشقوقة تُساعده على تناول تلك النباتات، كما منحه خصائص جسمانية تُمكنه من تحمل العطش والجوع لفترات طويلة ومن تلك الخصائص وجود سنام له يُخزن فيه الدهون لتُساعده على البقاء فترة طويلة دون غذاء.

لماذا لا يستطيع الجمل العيش في المناطق الباردة

وفقًا لحالة التكوين الخلقي للجمل بوجود خفين في الأرجل وسنام في الجسم يُخزن فيه الدهون ليحول إلى ماء وغذاء وقت الحاجة فضلًا عن شكل جسمه ومواصفاته البيئية فإنه لا يستطيع العيش في المناطق الباردة فالتكيفات التي خلق عليها جسم الجمل لا تتناسب مع البيئة الباردة وإنما مع البيئة الصحراوية الحارة ولذلك لا يستطع العيس في المناطق الباردة.

ولكن هذا لا يعني أنه لم يعش أبدًا في مناطق باردة فقط أشار بحثًا حديثًا لمتحف الطبيعة الكندي أن الجمل وجود في القطب الشمالي وذكر الفريق البحثي التابع للمتحف أنه عثر على بقايا جمل ضخم يعود إلى 3.5 ملايين عام وتمثلت تلك البقايا في 30 قطعة أحفورية لعظم ساق وجدت في جزيرة إليزمير في نونافوت، ولكن الفريق أكد أن تلك الفترة كانت المنطقة القطبية الشمالية تتميز ببيئة معتدلة تنمو فيها النباتات مشكلة غابات ضخمة، وذلك في مرحلة الاحتباس الحراري على كوكب الأرض.

خصائص يمتاز بها الجمل

تُعد مقومات تكيف الجمل مع البيئة المحيطة به نوعًا من الخصائص التي تُميزه عن غيره من الحيوانات فضلًا عن ذلك فهو يتمتع بمميزات أخرى على مستوى السلوك الاجتماعي وقبوله لصاحبه وتعرفه عليه فالجمل قوي الذاكرة يعرف صاحبه ومتى يبتعد عنه ومتى يتقرب إليه حتى أنه يدل البدو على الطريق في البرية إذا ضلوا الوصول، كما أنه يغار ويبكي حتى أن صاحبه يُغطي رأسه عند نحره حتى لا يرى دموعه أثناء عملية النحر، وكذلك لديه قدرة على الانتقام إذا ما غرر به أحد أو تعرض لأذى، ويُعرف عن الجمل أنه لا يلهث ويُمكنه السير لمسافات طويلة في الصحراء دون أن يتعب أو يشعر بالحرارة أو الجوع أو العطش وقديمًا كانوا يعتمدون على الجمل في السفر فكان العرب يُسيرون قوافل الجمال ليصلوا إلى مكة والمدينة لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة.

وبحسب الكثير من الدراسات التي بحثت في سبل تكيف الجمل مع البيئة وقدرته على تحمل الجوع والعطش فقد تبين أنه يتمكن من تخزين الدهون في السنام الذي يعتلي ظهره والذي يزيد وزنه عن 40 كيلو جرام وذلك ليقوم باستهلاكها في رحلاته الطويلة في الصحراء فعد الجوع أو العطش يعمل على تحويل الدهون إلى غذاء وماء ويستفيد منها لعدة أيام، فضلًا عن أن السنام يحميه من حرارة الشمس إذ يُشكل حاجز يمنع وصول الشمس إلى بقية أجزاء جسم الجمل مباشرة.

كما تبين أنه يحمل في بطنه كيسان لتخزين الماء حيث أن الجمل يستطيع أن يشرب في 10 دقائق كمية من الماء تُعادل ثلث حجمه أي ما يُعادل 130 لترًا تقريبًا ولذلك فإنه يستطيع أن ينتظر مدة تُقارب 4 أشهر دون أن يشرب ماء إذ يعتمد على ما تم تخزينه في جسمه من ماء بالإضافة إلى الاستفادة من الأعشاب التي يتغذى عليها وتكون رطبة وغنية بالماء

ما هو صوت الجمل

لكل حيوان في البيئة صوت يُميزه عن غيره من الحيوانات فالحمار صوته نهيق، والحصان صهيل والأسد زئير وهكذا ولكن الإبل يختلف عن الحيوانات بأنه له أكثر من صوت وفقًا لحالته التي يكون عليها فمثلا حين تفقد الإبل مولودها تُعبر عن حزنها بصوت الحنين، وإذا كانت تسير في أي مكان فإن صوت خفها يُسمى عندها هميس، وإذا فزعت فإنها تُصدر صوت يُسمى ضبح، وعند الضجر والفراغ فإنها تُعبر عن ذلك بصوت الرغاء، وحين تحمل على ظهرها حملًا ثقيلًا فإنها تُعبر عنه بصوت الأطيط، وهناك صوت الإرزام وهو صوت تُخرجه الناقة من حلقها عندما تفرح.

الجمل متسابق قوي

من جميل القول في الجمل أنه لا يُمثل وسيلة مواصلات أو قتال في الزمن الماضي وإنما دليلًا على الأصالة والتاريخ للكثير من القبائل في شبه الجزيرة العربية ودول الخليج ولا زال حتى الآن ومن الاستخدامات المعاصرة للجمل في السنوات الأخيرة استخدامه كوسيلة ترفيه في السباقات الرياضية أو ما يُعرف بسباق الهجن وفي السنوات الأخيرة اعتنت دول الخليج بهذه الرياضة أيما اعتناء حتى أنها تُنظم سنويًا سباق ولي العهد للهجن في المملكة العربية السعودية ويشارك فيه العديد من المتسابقين المحبين للهجن والإبل من دول خليجية أخرى بالإضافة إلى دول مثل مصر والأردن والسودان.

وترصد مثل هذه المسابقات الرياضية جوائز قيمة أحيانًا تصل إلى ما يزيد عن 30 مليون ريال سعودي، يذكر أن المسافات التي تتسابق فيها الابل يتم تحديدها وفقًا لعمر الإبل أو الجمال فمن تقل أعمارهم عن عامين لا تزيد مسافة السباق عن 2 كيلو متر ومن تزيد أعمارهم عن عامين تزيد مسافات السباق.

مواصفات الجمال في سباق الهجن

يُعد سباق الهجن أحد الرياضات العربية الأصيلة التي يتم ممارستها بشكل خاص في منطقة الجزيرة العربية وتشتهر بها ايضًا بعض الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا واستراليا، والهجن أحد أنواع الإبل التي تُستخدم للرياضة والركوب وعملية دخولها إلى السباقات الرياضية تمر بعدد من المواصفات والقواعد لابد مراعاتها والتأكد من الالتزام بها.

وتُعد أصالة الإبل أهم المواصفات حيث يجب أن تكون أصيلة من سلالات عربية أصيلة تُعرف بأبناء وبنات النوق الأصايل كونها سريعة الجري بالإضافة إلى أن وزنها يتراوح بين500 – 600 كيلو جرام وهذا الوزن يُعد مثاليًا للسباقات حيث يُمكنها من الحركة والجري والقدرة على التحمل فضلًا عن الاستجابة للتدريب.

وبحسب تلك القواعد أيضًا فليس كل الإبل يحق لها المشاركة في السباقات وإنما يتم النظر إلى شكل الهجن وسماته الجمالية، بالإضافة إلى صحة جسمه وكبر المطية وكبر الرأس فضلًا عن انتصاب الأدنين وطول الرقبة وارتفاعها إلى الأعلى فكل هذه السمات تُساعده على العدو مسافات طويلة وواسعة وتحقيق معدلات أعلى في الفوز على غيرها من الهجن.

ومن المبادئ التي يتم الأخذ بها في سابقات الهجن ضرورة التكافؤ في الهجن من حيث العمر والنوع حيث لا يتم إشراك الهجن غير المعروفة الأصل في السباقات إذ يُراعى أن تكون ذات أصول عربيه ولديها الخبرة الكافية على المشاركة في المباريات وتحقيق البطولات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى