ما هي التخصصات الأدبية التي لها مستقبل
ما هي التخصصات الأدبية التي لها مستقبل، ما إن يتخرج الطالب من الثانوية العامة حتى يبدأ بصياغة أحلامه الجامعية، البعض قد يُحالفه الحظ ويكون موفقًا في اختيار التخصص الذي يسمح له بالاندماج سريعًا في سوق العمل والبعض الآخر يُفني أربع سنوات من عمره في دراسة لا تؤهله للانخراط في سوق العمل نظرًا لتشبع السوق منها أو تطوره بما لا يتوافق مع المخرج القديم فيبدأ بالانشغال مجددًا في البحث عن سبيل تعليمي يُمكنه من العمل، وهنا يتبادر إلى الأذهان سؤال حول ما هي التخصصات التي لها مستقبل سواء كانت تلك التخصصات أدبية أو علمية، وفي هذا المقال سنحاول اطلاعك عزيزي القارئ على بعض التخصصات الأدبية التي لها مستقبل، فإن كنت مهتمًا لا تُغادرنا..
ما هو التخصص الجامعي
بعد إنهاء مرحلة الدراسة الثانوية يُقبل الطلاب على استكمال الرحلة بالدراسة الجامعية للحصول على خبرات علمية تُمكنهم من أداء أدوار وظيفية كلٌ وفق التخصص الذي يميل إليه سواء كان تخصصًا أدبيًا أم تقنيًا يرتبط بالتكنولوجيا وثورة المعلومات والاتصالات أم علميًا يرتبط بالعلوم الطبيعية والحيوية.
وفي هذا الإطار يُمكن تعريف التخصص الجامعي بأنه الحقل الدراسي الذي يرغب الطالب في سبر أغواره وتعلم الكثير عنه ودعم ذلك التعلم المعرفي بالتدريب واكتساب المهارة اللازمة من أجل استكمال الرحلة بالعمل فيه والإبداع وتحقيق الإنجاز فيه من خلال التطوير الذاتي ومواكبة كل جديد فيه.
كيف اختار التخصص الجامعي
لا يُمكن القول بوجود تخصصات مُفيدة وأخرى لا فائدة من دراستها مُطلقًا، والسبب الحالة المتغيرة لسوق العمل المحلية والعربية والدولية، وهو ما يُحتم على المؤسسات المعنية إيجاد خطة يُمكن من خلالها إفادة الطالب بحاجة السوق في الأعوام التالية لبعض العلوم وهو ما يُساعدهم على اختيار التخصص المناسب.
إن اختيار طالب الثانوية العامة للتخصص لا يقتصر فقط على دراسة السوق المحلية بل يُضاف إليها نقاط أساسية تبدأ بمعدل الدرجات التي حصل عليها، ورغبته في دراسة تخصص معين، بالإضافة إلى رأي الأهل والمحيط الاجتماعي كذلك المعلومات السابقة من خريجين حتى يتوقع المستقبل العملي والمهني للتخصص وأخيرًا حاجة سوق العمل حيث أن السوق المحلية والعربية في السنوات الأخيرة باتت أكثر حاجة إلى بعض التخصصات كالعلوم المهنية والتطبيقية بالإضافة إلى التخصصات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والبرمجة بلغات الحاسوب المختلفة، ناهيك عن التخصصات المرتبطة بالتصميم والنشر الإلكتروني فضلًا عن تخصصات مرتبطة بالصحة كالتمريض والإدارة الصحية، وكذلك تخصصات التجارة وملحقاتها خاصة التجارة الإلكترونية وما يرتبط بها من فرص عمل في مجال التسويق الإلكتروني والحوسبة والبرمجة فجميعها تتمتع بقبول في سوق العمل المحلية أو الدولية ويُمكن العمل بها عن بُعد أيضًا.
تخصصات تربوية لها مستقبل للذكور
بعض الطلاب الذكور يفرض عليهم معدل درجاتهم تخصصًا معينًا، والبعض الآخر مهما كانت معدلاتهم يذهبون إلى حيث رغبتهم وميلهم، فيما ينصاع آخرون لاختيار الأهل، وفريق لا يكون لديه طوح نحو تخصص معين فيلجأ إلى دراسة تخصص وفق معدله وينصح خبراء التعليم والمراقبين لسوق العمل هذه الفئة من الذكور تحديدًا بدراسة تخصصات تربوية تتعلق بالمواد العلمية، مثال دراسة علوم الرياضيات، العلوم كـ (الفيزياء والكيمياء والأحياء والعلوم العامة)، اللغتين العربية والإنجليزية حيث أن هذه القطاعات تواجه عزوفًا من قبل الطلاب الذكور نظرًا لقناعتهم الشخصية بأن الأقسام المهنية أكثر حظًا في الحصول على فرصة عمل أو افتتاح مشروع خاص، ويُشير الخبراء أن التخصصات التربوية للذكور مطلوبة بكل فروعها في مختلف أقطار العالم نظرًا لحاجة المؤسسة التعليمية في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية لها بشكلٍ كبير، فضلًا عن كثير ايضًا من التخصصات الأدبية التي لها مستقبل في السوق المحلي والدولي، فهل تعرفون ما هي التخصصات الأدبية التي لها مستقبل في الفترة القادمة.
ما هي التخصصات الأدبية التي لها مستقبل
بدأ في السنوات الأخيرة الكثير من الطلبة بالتوجه إلى دراسة بعض التخصصات الأدبية البحتة وذلك لأنها توفر فرص عمل عن بعد وتمثل سوق رائج جدًا وواعد في مختلف أقطار العالم وقد عزز ذلك التوجه الحالة الوبائية التي أصيب بها العالم في العام 2019 وانتشار وباء كورونا المستجد الذي جعل الاعتماد على إنجاز الكثير من المهام الكترونيًا وعن بُعد.
والمراقب لحالة القبول في بعض التخصصات الجامعية الأدبية يجدها تفوق التخصصات العلمية البحتة كالطب والصيدلة ومن أبرز التخصصات الأدبية التي يتجه الطلبة لدراستها اللغات، ادارة الأعمال والإعلام فهذه التخصصات بات الطلب عليها كثيرًا في سوق العمل الحر والعمل عن بُعد.
إن نظرة خاطفة على منصات العمل الحر مستقل، كفيل، أو غيرها تُنبئك بحجم الإقبال من أصحاب المشاريع على تشغيل مترجمين وكتاب محتوى ومعدين لبرامج ومديرين لصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لتنفيذ مهام لم يملكوا سبيلًا لتنفيذها نظرًا لتزاحم أعمالهم وانشغالاتهم فيستعينون بأولئك ويكون التوظيف مفتوحًا لمن يملك المهارة الأقوى والأسلوب الأقدر على انفاذ مخطط صاحب المشروع فضلًا عن امتلاكه قدرات إبداعية وأفكار يُمكن الإشارة بها لصاحب المشروع ليُحقق التنمية والاستدامة.
إن القدرات والمهارات التدريبية والسلوكية التي تُمكن خريج التخصصات الأدبية من التفاعل مع حاجات المجتمع بشكل إبداعي والانطلاق بمشاريع مبتكرة من شأنها أن تكون نواة للتشغيل في تخصصات مختلفة في العلوم التربوية أو التطبيقية المهنية، فالقدرة على الترجمة بمختلف اللغات، والقدرة على كتابة المحتوى والنشر على المواقع الاجتماعية سببًا مهمًا في الحصول على فرصة عمل في أي من القطاعات خاصة في ظل الطفرة التكنولوجية الحديثة والاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا.
متطلبات التخصصات الأدبية في سوق العمل
في عصر التطور التقني والتكنولوجي بات من الضروري أن يهتم الإنسان أيًا كان تخصصه بتطوير ذاته بما يُحقق له وصول أسرع إلى الأهداف التي رسمها ويُمنحه القدرة على اختيار الطريقة المثلى للتواصل مع الآخرين التي من شأنها أن تنعكس على تقوية علاقاته وتحسين مهارات الذات لتخطي العوائق ومواجهة المصاعب خاصة في سوق العمل.
ويُعد التحلي بالمسئولية والقدرة على السيطرة على الذات والثقة بها والتزام الهمّة العالية والطموح من أهم المتطلبات التي يحتاجها دارسو التخصصات الأدبية من أجل الحصول على فرص مميزة في سوق العمل الحر فضلًا عن صفات الصبر والثبات والبدء بالأولويات والتفاؤل والاستمرار في العملية التطويرية رغم كافة العقبات والمصاعب، ولا شك أن هذه التضحية وتلك الجهود لا يُمكن أن تذهب سدى دون أن يُحقق الفرد عملية التطوير والوصول إلى الهدف المنشود.
وقد وضعت جائحة كورونا الأخيرة وضعت العالم أجمع أمام حالة من التطوير المستمر على المستوى التعليمي الأكاديمي وحتى إنجاز المهام البحثية والعملية والعديد من العمليات التجارية إذ لم يعد الفرد لم يعد مطلوبًا منه الحصول على المهارات في مجال تخصصه فقط وإنما تعداها إلى مهارات التعامل مع التطورات التكنولوجية الحديثة ليتمكن من القيام بدوره على أكمل وجه.
ومن المتطلبات التي يجب أن يحرص عليها ذوي التخصصات الأدبية للحصول على فرص مميزة في سوق العمل الحر هي وتطوير سلوكياته في التفاعل مع مؤسسات المجتمع المدني والانخراط في التدريب والتطوع حتى يتمكن من إسقاط خبراته على مشروعه الخاص إذا ما امتلك القدرة على افتتاحه فالكثير من الطلبة رغم حصولهم على درجات علمية ومراتب عُليا إلا أنهم يُعانون نقصًا في مهارات وأمور سلوكية تمنعهم من الإنجاز ولكن الانخراط في التطوع يُعزز قدرة الطالب والخريج على النجاح.