من مراحل تكوين التمر
من مراحل تكوين التمر، يُعد التمر من أفضل الأطعمة الغنية بالمعادن والفيتامينات التي تمد الإنسان بالطاقة والحيوية وتُحسن وظائف أجهزته، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم فقال الله في سورة مريم :” وهزي إليك بجزع النخلة تُساقط عليك رطبًا جنيًا فكلي واشربي وقري عينًا” والمقصود هنا الرطب أحد أنواع التمر وتُدلل الآية على منافعه العظيمة حيث أنه غني بالألياف فضلًا عن أنها تزيد حركة الأمعاء وتعمل ايضًا كمضاد للأكسدة وكذلك تقوي الخلايا العصبية من خلال احتوائها على معادن الفسفور والمغنيسيوم، وتُثير هذه الفوائد الكبيرة للتمر الكثير من التساؤلات من قبل الناس حول مراحل تكوين التمر من بدء الثمر على الأشجار وما يُرافق ذلك من عمليات تلقيح وصولًا إلى النضج والحصول على الثمار بأشكالٍ مختلفة منها التمر..
ثمار التمر
لا أحد منا لا يعرف ثمار التمر فهي التي تُزين مائدة الإفطار في الشهر الكريم عملًا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يفطر على حباتٍ من التمر وكوبٍ من اللبن، ونواجها يوميًا في الأسواق وتدخل في صناعة العديد من المحليات والبسكويت، ولكن هل تعرف كيف حصلنا على ثمار التمر؟
إن التمر هو بمثابة ثمرة شجرة النخيل ويُعد من أصناف الفواكه الموسمية حيث ينضج في فترات الصيف نظرًا لحاجته إلى الحرارة العالية للنضوج، ومن حيث الشكل فإن التمر بيضاويًا الشكل تتفاوت قياساته بين 20 – 60 ملم وقطره يتراوح بين 8 – 30 ملم وداخل ثماره نواة صلبة مغلفة بغشاء ورقي رقيق جدًا يُعرف باسم القطمير يفصل النواه عن الجسم الذي يتم تناوله.
وللتمر أنواع عديدة باختلاف الأماكن التي تنمو فيها والظروف الطبيعية والجوية للبيئة، ولكن جميعها تحمل ذات الفائدة والمكونات الغذائية التي تُحسن وظائف الجسم وتمنحه الطاقة بشتى أشكالها، وبحسب الدراسات المستفيضة حول بداية ظهور التمر في أي بلد؟ فإن الكثيرون يُقرون بأنها كانت في دول الخليج العربي خاصة تلك البقعة التي شهدت انطلاق دين محمد صلى الله عليه وسلك في الجزيرة العربية فيما يُشير آخرون إلى أن نشأة التمور كانت في بابل قبل قرابة أربعة ألاف عام قبل الميلاد، فيما يُشير آخرون إلى أنه نشأ في عهد القدماء المصريين وقد استخدمه الفراعنة في صناعة النبيذ
مراحل تكوين التمر
تمام كما أي كائن حي في المجتمع الحيوي فإن ثمر التمر يمر بمراحل تكوين، فيبدأ بذرة ومن ثم يتطور وينمو ليصبح شجرة ومن ثم تتطور بالرعاية والاهتمام وتبدأ بعملية الإنتاج وطرح الثمار وفي هذه المرحلة يتكون التمر كما الجنين ينمو في رحم أحمه تنمو ثمرة التمر على شجرة النخيل فتكون بداية زهرة تتفتح في فصل الربيع تقريبًا ولكنها تستمر بالحياة على الشجرة حتى يحين الصيف وخلال ذلك تنمو وتتطور حيث تحتوي الزهرة التي تزين أغصان النخيل على مبايض ثلاث غير أنه لا يظهر منها سوى رؤوسها وهي التي يتم تلقيحها بينما المبيضان الآخران لا يتلقحا ويكونا سبب في نمو المبيض الملقح حيث أن تركهما بلا تلقيح يجعلهما يضمران ويتساقطان وتبدأ الثمرة في النمو ضمن خمس أطوار متتالية هي :-
- طلع النخيل: ويُشكل حالة الظهور الأولى من الثمرة بعد عملية التلقيح بأيام وتستمر في الظهر على مدار خمسة أسابيع على الأكثر والطع هو عبارة عن غبار تناسلي للذكور من أزهار النخيل ويتم الحصول عليه من أشجار النخيل الذكور وتعمل على إنتاج حبوب اللقاح التي تستخدم في عملية تحسين نمو الثمر.
- الخلال: وهو المرحلة التي تتكون فيها الثمرة ويكون لونها أخضر زيتوني ومستطيلة الشكل ويلجأ البعض إلى تناولها حين تكون خلال مخنن حيث تتميز بطعمها اللاذع ونكهتها الرائعة، وتُعد هذه المرحلة الثانية أو الطور الثاني للثمرة التمر وسريعًا ما يزيد حجمها ووزنها وتميل الخلال إلى الطراوة والليونة ايضًا
- البسر: ويكون علامة لبداية تطور الثمرة ونضوجها حيث تكتسب الثمرة لونها سواء الأحمر أو الأصفر ويستمر في النضوج ويزيد وزنه ببطء لمدة تتراوح بين 3- 5 أسابيع كاملة ومن ثم يكون قد حل الصيف وساهمت درجة الحرارة في تحسين عملية النضوج.
- الرطب: وخلاله تتحول الثمرة إلى مرتبة أعلى من المرونة والليونة ويكون مذاقها حلوًا وتستمر في ذلك الطور ما يُقارب 2- 4 أسابيع وتُقطف ومن ثم يُنتج منها أنواع مختلفة من المنتجات كالدبس وغيره
- التمر: وتُشكل الطور النهائي للثمرة والأصناف اللينة منها “الرطب” حيث يتماسك ويبدأ اللون يتحول من الأشقر الفاتح إلى الغامق وتختلف أنواعه وميزاته وفقًا لطبيعية التربة والبيئة المناخية التي يتواجد فيها.
فوائد التمر الصحية
كثيرة هي الدراسات والأبحاث التي تناولت ثمار التمر وخرجت بجملة هائلة من الفوائد الصحية التي يمد الإنسان بها في حال تناوله، فالتمر أعلى الفواكه نسبًة في السكريات وعلى الرغم من ذلك فإنها مفيدة جدًا للإنسان نظرًا لسرعة امتصاصها وانتقالها للدم وهضمها وحرقها، ناهيك أن عدد 10 حبات من التمر يوميًا تُغني الإنسان عن حاجته اليومية لبعض المعادن كالنحاس والكبريت والماغنيسيوم والمنجنيز بالإضافة إلى أنها تسد نصف احتياجاته اليومية من البوتاسيوم والكالسيوم
وله فوائد عظيمة للجهاز العضلي والعصبي فهو مقو للعضلات والأعصاب فضلًا على قدرته المميزة على تأخير علامات الشيخوخة على البشرة، والأهم من ذلك أنه يُعزز جهاز المناعة من خلال احتوائه على العديد من المكونات كمركبات بيتا 1- 3 دي جلوكان والتي لها قدرة على الإحاطة والاتحاد والتغليف للمواد الغريبة في الجسم والتعرف على مخلفات الخلايا المدمرة في الجسم نتيجة تعرضها للأشعة.
ويُنظر للتمر على أنه مدعم لبعض الفيتامينات في الجسم مثل فيتامين A وفيتامين B لاحتوائه على عناصر معدنية مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم كما أنه يدخل في العديد من الأنظمة الغذائية للأشخاص الذين يتبعون حمية فكل 100 جرام من التمر تحتوي على ما معدله 275 سعر حراري فضلًا عن 7.5 غرام من الألياف وهذا يجعل الأخصائيين ينصحون بتناول كميات محدودة منها مع بعض اللبن لتكون وجبة غذائية متكاملة تمد الجسم بالطاقة والنشاط على مدار ساعات طويلة.
أنواع التمور في العالم
تُعد زراعة النخيل من الزراعات قديمة الأزل وهي تعود إلى أكثر من 6 آلاف عام وكانت بداياتها الأولى في جنوب شرق آسيا وشمال إفريقيا ومن ثم انتشرت في البلدان ذات المناخ الحار وفي فترة الحضارة الكلدانية كان يُطلق على شجرة النخيل شجرة الحياة نظرًا لدخول ثمرها وأليافها ولحافها في الكثير من مظاهر الحياة آنذاك سواء في الطعام أو غيره، وتُشير الدراسات إلى أن زراعة التمور في العالم انتشرت بشكل كبير وكل بلد تحتوي على أنواع مختلفة من التمر من حيث الشكل والطعم فبعضها عال السكريات والبعض الآخر طري وقليل السكر ونوع ثالث جاف ورابع أقل جفافًا وحلاوة ويقول الباحثون أن الحالة التي تكون عليها أنواع التمور تتأثر بالبيئة التي تعيش فيها سواء من حيث الظروف المناخية أو غنى التربة بالمكونات الغذائية التي تُساعد الشجر على تحقيق أفضل إنتاج من الثمر.
ويُعتبر التمر المجدول أكثر الأنواع انتشرًا في العالم ويتم استخدامه في صناعة الكثير من أنواع الكعك والبسكويت فضلًا عن تناوله على موائد الإفطار الرمضانية وغيرها ومن الأنواع المنتشرة ايضًا حول العالم تمر دقلة النور إذ يُعد الأكثر مبيعًا على مستوى العالم.
وتحتوي المملكة العربية السعودية على مدينة تُعرب باسم مدينة التمور وبها أنواع متعددة من التمور ويتم تصديرها إلى أقطار مختلفة من العالم وتُعد من أجود أنواع التمور ولها جاذبية خاصة باعتبار أنها تقع جنوب المدينة المنورة على بعد 7 كيلو مترات فقط من المسجد النبوي، وتبلغ مساحتها 1,089,441 مترًا مربعًا ويزورها حجاج ومعتمري البيت الحرام ويتنعمون بقطاف ثمارها.