هل يجوز عمرة البدل
هل يجوز عمرة البدل، أثار تطبيق عمرة البدل الذي روج إليه الداعية المصري امير منير جدلًا واسعًا في العالم العربي وبات الجميع يتساءل عن حكم عمرة البدل خاصة في ظل ما أوضحه التطبيق أن شخص من غير ذي صلة قرابة يُمكنه القيام بالعمرة مقابل أجر مالي معين ويتم تصوير المناسك والدعاء وغيرها من التلفظ بنية العمرة للشخص، فماذا يقول المشرع الإسلامي في مثل هذه التطبيقات الحديثة وهل يجوز عمرة البدل؟.
العمرة وكيفية أدائها
يُنظر إلى العمرة في الدين الإسلامي على أنها واحدة من أبرز الفرائض وهي تؤدى واجبة في الحج وفقًا لقوله تعالى:” وأتموا الحج والعمرة لله” وإن لم يتمكن الحاج أن يؤديها لأي من الأسباب وحال بينه وبين الدخول في النسك والتلبس بالإحرام أو حدث ما يمنعه ويعوقه بسبب مرض أو عدو يخشاه فيكون الاستعاضة بالهدي وذبح الشاه تقربًا إلى الله وعملًا بما أوحى به من سنة لبيه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.
والإنسان المسلم يقوم بأداء العمرة في أي من أوقات السنة وهي تتضمن عدد من الخطوات التي يجب على المعتمر أن يؤديها لتكون بإذن الله عمرته مقبولة وصحيحة وتامة كما أداها النبي صلى الله عليه وسلم فينوي أولًا العمرة ويبدأ بالإحرام بلباس لبس الإحرام وهو بلا مخيط ومن ثم يبدأ بالطواف حول الكعبة سبعة أشواط ومن ثم الصلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام وبعدها الشرب من زمزم حتى التضلع إن استطاع وتاليًا يكون السعي بين الصفا والمروة مع القيام بتلاوة بعض آيات القران:” إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرًا فإن الله شاكر عليم” ويُعيد تكرار هذه الآيات في بداية كل شوط إلى أن يُتمها سبعة أشواط ذهابًا وايابًا يبدأ بالصفا وينتهي بالمروة، ويكون بعد التمام من السعي التقصير والحلق للرجال وأخذ مقدار الأنملة من الشعر للنساء.
حكم العمرة في الإسلام
يقول الله سبحانه وتعالى في الآية 97 من سورة آل عمران:” ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا” ولذلك فإن كل من يجد استطاعة في بدنه وماله أن يؤدي فريضة الحج في العمر مرة واحدة وإن أوسع الله عليه لا بأس في أن يؤديها كلما تيسر له والعمرة كذلك فواجب أن يعتمر مرة في العمر حيث تكون العمرة أحد مناسك الحج.
ويقول علماء المسلمين أن الإنسان مُكلف بأداء الفريضة وفقًا لما جاء في الكتاب والسنة وأن الشخص العاجز لا يُرجى منه حج ولا عمرة وفقًا لقول الله تعالى :” من استطاع إليه سبيلًا” والاستطاعة هنا في البدن والمال والصحة وغيرها من موجبات الفرائض وما دون ذلك فلا اثم عليه والله أعلم.
حكم عمرة البدل ابن باز
يقول العلامة ابن باز – يرحمه الله- أن العمرة على كل من يستطيع والعاجز لا عمرة له والله سبحانه وتعالى رب التيسير وليس التعسير والشق فالإنسان يستطيع أن يعتمر مرة واحدة كما في الحج، وإذا كان من أصحاب السعة في الرزق والصحة وخلافه وأراد أن يقوم بالعمرة ثانيًا ورابعًا فلا بأس.
وفيما يتعلق بعمرة البدل فهي لا تجوز إلا إذا كان الإنسان اعتمر عن نفسه أولًا فيجوز له أن يعتمر عن غيره من الأموات من أقاربه وغيرهم، والله أعلم.