بحث عن اللغة العربية وأهميتها
بحث عن اللغة العربية وأهميتها، لا شك أن اللغة العربية هي مفتاح الحضارة للأمة العربية وأساس نهضتها وتطورها، فلولا العلوم التي أرسى تفاصيلها العلماء بالعربية في سالف الأزمان كالتاريخ والأدب والفيزياء وغيرها لم تكن لتتطور ويبني عليها علماء الغرب ولما وصلت إلينا وتعرفنا على أصولها المجيدة، فاللغة العربية هي لغة الضاد وأكثر اللغات تحدثًا على مستوى اللغات السامية بين شعوب العالم وتضج بالصور الجمالية المميزة حتى أن أحد الشاعر قال في جمالية صورها ومعانيها الجزلة:” إن الذي ملأ اللغات محاسنًا .. جعل الجمال وسره في الضاد”..
مقدمة عن اللغة العربية
عُدت اللغة العربية من أبرز اللغات الغنية بالمفردات والتراكيب بين اللغات العالمية الأخرى فهي تحتوي على أكثر من 12 مليون كلمة ويتحدث بها أزيد من 400 مليون شخص حول العالم خاصة في الوطن العربي وبعض المناطق المحيطة في الاهواز بإيران وتركيا وارتيريا والسنغال ومالي وتشاد.
ويعتقد الكثيرون في العالم أن اللغة العربية هي اللغة الأقرب إلى السامية الأم والتي انبثقت عنها بقية اللغات نظرًا لحصر العرب في شبه الجزيرة العربية آنذاك مما أثمر عدم الاختلاط بباقي اللغات السامية ويُشير بعض العلماء أن اللغة العربية تفرعت من اللغات الإفريقية الآسيوية والتي منها اللغة الأكادية والصهيدية والآرامية فضلًا عن اللغة الكنعانية واللغة الأمهرية التي يختص بها أهل الشمال في القرن الإفريقي.
أهمية اللغة العربية
تستمد اللغة العربية أهميتها من ارتباطها الوثيق بالقرآن الكرين وبالعبادات المفروضة على المسلمين فهي اللغة التي أوحى بها الله لجبريل بالقرآن الكريم ليتلوه على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ويحفظه بها، لذلك يرى العلماء والعارفين بعلوم اللسانيات أن لغة اعجازية وقد استمدت تلك الصفة من إعجاز القرآن الكريم الذي لم يكن لبشر أن يأتٍ بكلمة من مثله ولو جمع جماليات الكلم وأساليبه المميزة في صدره علمًا ورسمًا.
ويُعد انتشار الاسلام وتخطيه الحدود العالمية سببًا في معرفة اللغة العربية من أقوامٍ مختلفين حتى أنها باتت لغة السياسة والعلم والأدب في العصور التي تولى المسلمون فيها قيادة وحكم العالم وكان لها تأثيرًا كبيرًا في لغات العالم الإسلامي كالتركية والألبانية والأردية، فضلًا عن تأثيرها الكبير في اللغة الفرنسية والايطالية وبعض اللغات الأوروبية الأخرى وقد أدى ذلك تاليًا إلى تدريسها بشكلٍ غير رسمي في بعض الدول نظرًا لتواجد عربًا ومسلمون هاجروا إليها وسكنوا أراضيها فكان لابد من فهمهم ومعرفة لغتهم.
ويُشير البعض إلى اللغة العربية بأسماء أخرى منها لغة القرآن الكريم وذلك لأن القرآن العظيم نزل بها، والبعض الآخر يُشير إلى أنها لغة الضاد، أي أنها لغة الشعوب المتضادة في الأقطار العربية والاسلامية على اتساعها، وهو الحرف الذي يختص بالعرب ولا يُوجد في كلام العجم وأصحاب اللغات الأخرى ويُقابله في اللغات الأخرى الدال المفخمة والتي توجد في لغات كثيرة.
ويرى آخرون أن أهمية اللغة العربية ومكانتها تبرز في أنها تُقيم الحجة على الناس فالإنسان المسلم لا يصح له أن يشهد بأن الله واحدًا دون أن يفهم معنى الشهادة فالعلم هنا شرط من شروط الشهادة لقوله تعالى :” وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين”.
علوم اللغة العربية
إن الحديث عن الجماليات التي تختص بها اللغة العربية لا يُمكن أن ينفصل عن علومها فكل علم من علوم اللغة له تفصيلاته الجمالية وأسراره العظيمة التي لا يفطن إليها إلا من فطن إلى المعاني الجزيلة فيها والتي تصبغ خلقه ودينه وعقله بجمالياتها وكذلك تصبغ على العلوم الأخرى فمن يكتب الهندسة والطب والعلوم الفيزيائية لا يُمكنه أن يتخطى إبداعيات اللغة العربية في التوصيف حتى للمعادلات الرياضية الصرفة فهي وسيلة للتواصل قديمًا وحديثًا ما يُشير إلى تجددها ومواكبتها لكل تطور.
ومن بين العلوم اللغوية التي تختص بها العربية دون غيرها من اللغات الأخرى علوم العَّروض والنحو والبلاغة، وعلوم الترادف والتضاد، وعلوم التصريف والإعراب والاشتقاق، وكل منها له مميزاته وسماته الخاصة التي تُعبر عنه وتُفسره للدراسين، فالنحو يبحث في أصول تكوين الجملة وقواعد إعرابها، والبلاغة تختص بحسن البيان وتأثيرات الكلمات عليها ضمن علوم ثلاثة هي (علم البيان، والمعاني، والبديع) أم العروض فهو يختص بالشعر فهو ميزانه ويبحث عن أحوال الأوزان الشعرية في البحور الستة، وعلم التصريف يُراد به التعريف بمعاني الكلمات الدالة على معنى غير معنى الكلمات الأخرى والاشتقاق يبحث في مشتقات الكلام من بنيانه المرتجل، وأم الإعراب فهو الذي يُبين الشيء ويُوضحه في السياق الكلامي الذي يوجد فيه، والترادف يُبين الكلمات التي تحمل ذات المعنى لكلمة واحدة فكلمة الأسد في اللغة لها مرادفات السبع والليث وكذلك كلمات مثل السيف والفرس وغيرها فهي تحمل مرادفات عديدة في اللغة العربية بينما لا تحمل أي مرادفات في اللغات السامية الأخرى.
ما هي مميزات اللغة العربية
كونها لغة القرآن الإعجازية فقد خص الله اللغة العربي بمميزات لا توجد في سواها من اللغات الأخرى فعلى الصعيد الوظيفي كانت قابلة للإعجاز البياني وذلك بفضل طبيعتها في جزلة دقيقة ناهيك عن أنها ذات تأليف صوتي تضم جميع مخارج الأصوات، وكذلك أنها على الرغم من تجردها إلا أنها تنزع إلى الشمولية والكلية فهي تجمع أصول الكلم والحرف في كل اللغات فكلمة واحدة من كلمات العربية تُشتق منها كلمات أخرى بدلالات مختلفة ومن ميزاتها ايضًا الاعراب ذلك التشكيل الحرفي في آخر الكلمة الذي يُبرز معناها ويُعرف على المعاني المتكافئة منها، فضلًا عن أنها لغة قابلة للتجديد والابتكار والتطور واللحاق بالعصر وهي لغة مرنة غنية بالمصطلحات وذات ألفاظ وتصاريف كثيرة قادرة على التعبير عن كل العلوم والفنون حتى المعادلات الرياضية والعلمية البحتة على غير طبيعة اللغات الأخرى.
أجمل ما قيل في اللغة العربية
إن أجمل ما يُقال في اللغة العربية هو ما يدل على صفاتها التي أوجدت عليها منذ قديم الأزل، فهي اللغة المُعجزة التي نزل بها القرآن والذي لو اجتمع كل علماء الأرض على أن يأتوا بمثله ما استطاعوا وكيف لهم ذلك وقد نزل من ربنا صاحب الكمال على عبده الأمين محمد صلى الله عليه وسلم.
وقيل عن العربية هي اللسان الذي يُحدث بصفات العالم وتاريخه دون أن يكون لها أب أو أم فهي الناطق والمنطوق، وهي المتفردة في التعبير العلمي والفني، وهي مستودع الشعور وتصور العقيدة والتاريخ وهي اللغة التي تجتمع في كلماتها محاسن اللغات وأجمل الصفات وقد عبر عن ذلك الشاعر في قوله :” إن الذي ملأ اللغات محاسنًا جعل الجمال وسره في الضاد” أي في اللغة العربية التي لا تُشبهها لغة في الإيجاز والدقة وحسن التعبير عن المعني الأصلي والمجازي معًا.
وليس أجمل وأعظم مما قيل في العربية أنها لغة القرآن الكريم وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في كثير من الآيات ليُبين مكانتها وقدرتها على تبيان الغموض في الكلمات والمعاني فقال سبحانه وتعالى :” وكذلك أنزلناه حكمًا عربيًا ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق”.
يوم اللغة العربية
إن مكانة اللغة العربية عظيمة بين لغات العالم الكثيرة ولأهميتها ولما للغات الأخرى أصولًا تعود إلى العربية فقد تم التوافق من المؤسسات الدولية على إيجاد يوم للاحتفاء باللغة العربية والتأكيد على محاسنها المنوعة ويصادف ذلك اليوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام وفق جدولة هيئة الأمم المتحدة الرسمية وهو اليوم الذي تم إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة من العام 1973 وفي هذا اليوم تُكتب الأشعار التي تُمجد اللغة العربية الفصيحة وتكشف عن أسرارها الكامنة في الحروف والعبارات فهي أم الثقافات ومهد الحضارات العريقة.
كما عملت منظمة اليونسكو على إعلان يوم السابع عشر من نوفمبر يومًا دوليًا للغة الأم يتم الاحتفال به سنويًا على مستوى العالم تأكيدًا على الاعتراف العالمي باللغات وأهميتها كوسيلة في وعي وثقافة الشعوب على اختلاف أقطار وجودها وأجناسها البشرية.