من يتحمل العطش اكثر من الجمل
من يتحمل العطش اكثر من الجمل، يُعرف الجمل أنه سفينة الصحراء وذلك لوجود العديد من الخصائص في تركيبه الخلقي يسمح له بتحمل ظروف المعيشة القاسية في الصحراء حيث درجات الحرارة المرتفعة والغذاء الشوكي بالإضافة إلى قلة الماء، ناهيك عن أن أنسجة أعضاؤه لا تتضرر بأجواء الصحراء فالأذنين لديه صغيرتين وتحتويان على شعر غزير تحجب دخول رمال الصحراء إليها، والعينين بها صفين من الرموش الطويلة لتوفير الحماية من الرمال المتطايرة والحصى وكذلك الأرجل مزودة بخفين اسفنجيين يُمكناه من السير في الرمال دون الغوص بها فضلًا عن أنهما عازلتان للحرارة فلا يشعر بسخونة رمال الصحراء كما أن لديه سنام يُساعده على تخزين الماء والغذاء من خلال الدهون المكونة له حيث يقوم بحرقها أثناء عملية التنفس فتتحول إلى طاقة تمده بما يحتاج أثناء فترة الحرمان من الماء والغذاء، وتُشير بعض التشريحات العلمية لأعضاء الجمل أنه يحمل في بطنه كيسان لتخزين الماء كونه يمتلك قدرة فائقة على شرب كميات كبيرة من الماء في دقائق معدودة، فعشر دقائق كافية لأن يشرب الجمل 130 لترماء تقريبًا.
وعلى الرغم من هذه القدرات الفائقة والتي تُشير إلى تحمله العطش والجوع بنسب كبيرة جدًا إلا أن هناك حيوان آخر يُمكنه أن يتحمل العطش أكثر من الجمل، فهل تعرفون من هو؟ إذا كنتم لم تتعرفوا عليه بعد، فلا تغادروا السطور ففيها الإجابة؟
من يتحمل العطش اكثر من الجمل
كثير منا بل الغالبية يعرف أن الجمل الأقدر على تحمل العطش والجوع من بين الحيوانات الموجودة في المجتمع البيئي وذلك نظرًا لقدرته على تخزين الماء في جسمه بمقدار الثلثين من حجمه، ولكن في الآونة الأخيرة بدأ يتصاعد الحديث عن دراسات علمية تُشير إلى وجود حيوان يستطيع أن يتحمل العطش أكثر من الجمل وتصدر السؤال مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة حيث تم ذكره في كثير من المسابقات الثقافية وتم تدعيمه بعدة خيارات هي (الدلفين، الثعبان، الزرافة، الدب) ويعتقد الكثيرون أن الدب باعتباره قادر على البيات الشتوي وعدم الخروج من مسكنه لطلب الغذاء هو الإجابة الصحيحة لكن تبين أنه خطأ والإجابة الصحيحة هي “الزرافة”.
لماذا الزرافة تتحمل العطش أكثر من الجمل؟
وجد العلماء أن الزرافة يُمكنها أن تبقى لعدة أسابيع دون شرب وأنها تتحمل العطش أكثر من الجمل وذلك نظرًا لطبيعة غذائها الذي يعتمد على الأعشاب الرطبة والتي تتناولها مدعمه بندى الصباح والماء، فضلًا عن أن لديها مكيفات في جسمها تُمكنها من البقاء دون أن تشرب ماء لمدة أسابيع بينما الجمل يستطيع البقاء دون أن يشرب الماء لمدة 17 يومًا.
ويُمكن للزرافة أن تأكل ما يُقارب من 45 – 63 كيلو جرام يوميًا من النباتات العشبية التي تكون غنية بالماء مثل أوراق الأشجار الطويلة لتتناسب مع عنقها الطويل في الوصول إليها وأيضًا الشجيرات والبراعم الصغيرة ويُعد نبات الأكاسيا من أفضل أنواع الطعام للزرافة وتُساعدها رقبتها الطويلة وقامتها الضخمة على الوصول إلى الأغصان العالية في الأشجار كما أنها تمتلك لسانًا طويلًا يصل طوله إلى 53 سم يُمكنها من الوصول إلى رؤوس الأشجار والنباتات التي يستحيل على الحيوانات الأخرى الوصول إليها لضآلة قامتها مقارنة بالزرافة.
مميزات حيوان الزرافة
تتميز الزرافة بالعديد من المميزات عن بقية الحيوانات الأخرى وخاصة الثدييات التي تعيش في الطبيعة البرية ومن أهم هذه المميزات أنها ذات جلد منقط يساعدها على التمويه لتتمكن من خلالها الهرب والإفلات من الوقوع فريسة للحيوانات المفترسة كالأسود والنمور، كما يُعرف عن الزرافة أنها الطول بين الحيوانات البرية ولا يُنازعها في الطول أحد، ويذكر أن بعض العلماء يطلقون عليها الجمل النمري أو الجمل الأنمر وفقًا لحالة الشبه بينها وبين الجمل من حيث طول القامة والرقبة الطويلة لكنها تتفوق عليها في بعض الصفات، والزرافة من الحيوانات التي لا تنام كثيرًا بل تبقى فترة طويلة مستيقظة وتتراوح فترة نومها بين 20 دقيقة إلى ساعتين على الأكثر في اليوم.
وتُعد سرعة الزرافة من أكثر المميزات التي تميزها عن غيرها من الحيوانات البرية فهي تمتلك سرعة عالية جدًا في الجري إلا أنها لا تستطيع الاستمرار في الجري لمسافات طويلة وبعيدة نظرًا لصغر حجم الرئة عندها، كما أنها تمتلك أقدام قوية جدًا وتستخدم الزرافة أقدامها كوسيلة دفاع عن نفسها إذا ما هاجمها حيوان مفترس، حيث تمتاز ركلة الزرافة بأنها تستطيع تحطيم جماجم عدة أسود و لبوات في ثوانٍ معدودة و بكل سهولة، و إذا هاجمها أسدٌ أو ضبع أو عدد منهم فتعطيهم ظهرها و تأخذ في الركل، و لا ينجو من ركلتها.
كم يبلغ طول الزرافة
تقول الدراسات أن الزرافة هي الأطول من بين الحيوانات البرية جميعها فلا يوجد أطول منها في المجتمع الحيوي، ويبلغ طول ذكر الزرافة بين 4.6 – 6 متر بينما الإناث تعد أقصر من ذلك ولا يزيد طول إناث الزرافة عن 4.8 متر .
وبينما تختلف أطوال الزرافة بين الذكر والأنثى فإن أيضًا أوزانها تكون مختلفة ويُعد ذكر الزرافة الأكثر وزنًا حيث أنه يزن ما بين 800 – 1930 كيلو جرام بينما الإناث يتراوح وزنها بين 500 – 1180 كيلو جرام فقط، ومما يُميز الزرافة ايضًا عن بقية الحيوانات البرية أنها تملك ذيلًا هو الأطول يصل إلى 2.4 متر وكذلك فإن أرجلها الخلفية أطول من أرجلها الأمامية بحوال 10% مما يجعل الزرافة منحدرة إلى الخلف.
تكاثر الزرافة
يُعرف عن الزرافة أنها تعيش في مجموعات صغيرة ولا ترتبط ببعضها كثيرًا حيث تُغادر بعضها المجموعة وتدخل إليها زرافات أخرى ويصل عدد أفراد مجموعة الزرافات في أقصى الحالات إلى 32 زرافة، وفيما يتعلق بعملية التكاثر فإنها تتم بين الذكور البالغة والإناث المتقبلة ويفضل الذكور من الزراف الإناث في ربيع العمر وليس الإناث اليافعة أو المتقدمة في العمر وما إن يعثر الذكر على أنثى متقبلة بعد أن يختبر ردة فعلها حتي يُحاول مغازلتها وتبدأ عملية التزاوج بينهما ويُحاول الذكر أن يكون مسيطرًا ليبعد أنثاه عن الخصوم الأخرى خاصة أن الزرافة معروفة بأنها متعددة التزاوج أي أن فرد منها لا يكتفي بشريك واحد بل يتزاوج مع عدد من الشركاء.
وتستمر فترة حمل الزرافة ما بين 400 – 460 يومًا ويكون فردًا واحدًا فقط وأحيانًا ق تلد أنثى الزرافة توأمًا ومن الغريب عند الزرافة الأنثى أنها تلد واقفة فيما يسقط صغارها من ارتفاع شاهق يصل من 5 أقدام إلى الأرض وعلى الرغم من ذلك فإن رضيع الزرافة يكون قادرًا على الوقوف في غضون نصف ساعة ويمكنه أيضًا الركض مع الأم بعد عشر ساعات من الولادة، ويُشار إلى أن صغير الزرافة يبقى مرتبطًا بأمه خلال فترة حياته الأولى ويرضع تقريبًا شهرًا من أمه وأحيانًا أخرى قد يرضع على مدار سنة كاملة حتي ينضج ويكون سن النضوج التام ويبدأ التزاوج والتكاثر في إناث الزرافة بعد اكتمالها أربعة أعوام.