هل نقص فيتامين د يسبب الدوخة
هل نقص فيتامين د يسبب الدوخة، يحتاج جسم الإنسان من أجل أن يقوم بوظائفه الحيوية إلى العديد من العناصر والمركبات التي يحصل عليها خلا عملية التغذية أو من خلال البيئة المحيطة به ومكوناتها كالشمس مثلًا، ومن أبرز تلك العناصر والمركبات العديد من الفيتامينات والتي تُعطي الجسم حيويته وتساعد أعضائه المختلفة في الحصول على المغذيات بكميات صغيرة ليقوم بعملية التمثيل الغذائي بشكل سليم وهذه الفيتامينات لا يُمكن للكائن الحي الحصول عليها بالطرق الاصطناعية بشكل كامل.
ومن بين تلك الفيتامينات فيتامين “د” والذي يُعد مجموعة سيكوستيرويدات تذوب في الدهون ومهمتها تسهيل بل وزيادة امتصاص الأمعاء لبعض العناصر كالكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفات وغيرها، ويوجد هذا الفيتامين في أشعة الشمس ويُمكن الحصول عليه من خلال التعرض لها حيث يؤدي إلى تخليق الكوليكالسيفيرول في الطبقات السفلية من البشرة، كما يُمكن الحصول عليه من خلال تناول كوليكالسيفيرول وإركوكالسيفيرول من النظام الغذائي أو من المكملات الغذائية، ويؤدي نقص فيتامين “د” إلى العديد من المشاكل الصحية وفقًا للعديد من الدراسات، فهل نفص فيتامين د يسبب الدوخة.
أهمية الفيتامينات في جسم الإنسان
لا شك أن الفيتامينات تؤدي دورًا هامًا في جسم الإنسان فهو يحتاجها من أجل القيام بعملية التمثيل الغذائي خاصة التي تتعلق بهضم وتكسير المواد الغذائية الكبيرة كالدهون، البروتين، والكربوهيدرات والتي تدعم حيوية الجسم، وفي حالة عوز الإنسان للفيتامينات في الجسم كونه لا يتناول غذاءً صحيًا يحتوي على الفواكه والخضراوات فإنه يلجأ إلى تعزيز النقص من خلال تناول المكملات الغذائية التي تؤدي دور تلك الفيتامينات.
وكل فيتامين من الفيتامينات 13 التي كشفت عنها الدراسات العلمية يوجد فينوع من الأغذية ويؤدي دورًا خاصًا في جسم الإنسان ودعم وظائفه الحيوية فمثلًا فيتامين “أ” والذي يوجد بكثرة في الألبان والفواكه والخضراوات سواء كانت صفراء اللون أو برتقالية يُكافح الالتهابات ويُعزز قدرة العين على الإبصار فضلًا عن المحافظة على صحة الرئة والقلب والكلى ويعمل على تقوية العظام والأسنان.
بينما فيتامين “ب” فهو يقوم بالعناية بالمخ والذاكرة ويُخفض نسبة الكوليسترول الضار بالإضافة إلى أنه يُساعد الجسم في تحقيق عملية التمثيل لغذائي للكثير من العناصر والمركبات كالدهون والبروتين والكربوهيدرات ويُمكن الحصول عليه من الخضراوات ذات الأوراق الداكنة بالإضافة إلى الحبوب الكاملة والبروتينات الحيوانية.
وبحسب الدراسات فإن فيتامين “د” يعمل على دعم الخلايا المناعية ويُعزز قدرتها في الجسم على مواجهة الأمراض كما أنه مهم لتعزيز صحة العظام والأعصاب والحفاظ على المعدلات الطبيعية لمعادن الكالسيوم والفوسفور في الجسم.
ويعمل فيتامين “ك” على مساعد الجسم على لئم الجروح إن حدثت لأي من العوارض كما أنه يُقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب ويُمكن الحصول عليه من الخضراوات الورقية أيضًا ولكن بأنواعها المختلفة سواء كانت داكنة الأوراق أو فاتحة.
تصنيفات وأنواع الفيتامينات
وفقًا للدراسات العلمية المختلفة فإن الفيتامينات في جسم الإنسان هي 13 فيتامين وهي تنقسم إلى تصنيفين أو نوعين إما أن يكون ذا قابلية للذوبان في الماء أو ذا قابلية للذوبان في الدهون، والغالبية من 13 فيتامين هي قابلة للذوبان في الماء بينما 4 فقط قابلة للذوبان في الهون وسنُحاول توضيح كل منها:
- الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء هي 9 فيتامينات تتراوح بين فيتامين “ج” وثمانية من فيتامين “ب” ويكون ذوبانها في الماء سهلًا تمامًا كما افرازها من الجسم ويعتقد المختصون أن الناتج البولي مؤشر هام على استهلاك الفيتامين كنها لا تُخزن بسهولة.
- الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون وهي أربعة فيتامينات هي “د”، “ك”، “هـ”، و”أ” وقد سميت بهذا الاسم لأنها تذوب في الزيوت والدهون ولكن الفائض منها عن حاجة الجسم للقيام بوظائفه الحيوية يتم تخزينه في الكبد والخلايا الدهنية في الجسم، ويوجد هذا التصنيف من الفيتامينات في الأطعمة النباتية التي تحتوي على نسبة دهون عالية كالأفوكادو وبعض المكسرات النيئة كالجوز، أو في الأطعمة الحيوانية والمكملات الغذائية وتُعد حاجة الجسم من هذه الفيتامينات قليلة جدًا.
ما هو فيتامين “د” ومن أين نحصل عليه
يُعد فيتامين “د” واحدًا من مجموعة الفيتامين الـ13 التي تحدثت عنها العديد من الدراسات العلمية على مدار عقود طويلة ويُعرف عن الفيتامين أنه يوجد في الطبيعة ويحصل عليه الإنسان بشكل مباشر من خلال تعرضه لأشعة الشمس حيث أن اشعة الشمس تعمل على تخليق الكوليكالسيفيرول في الطبقات السفلية من البشرة.
وهو مهم جدًا للعديد من الوظائف الحيوية في جسم الإنسان وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يوجد في الكثير من المغذيات الطبيعية التي يتناولها الإنسان بشكل مباشر، فقط يوجد في لحوم بعض الأسماك الدهنية مثل السردين والماركيل والسالمون، ونظرًا لأهميته القصوى فإن بعض الدول تعمل على تدعيم هذا الفيتامين في بعض المنتجات التي يتناولها الإنسان يوميًا كحليب البقر وبدائل الحليب المشتق من النباتات وحبوب الإفطار، وأحيانًا تُحفز المواطنين من الفئات المختلفة على تناول الفيتامين كمكمل غذائي عن طريق الفم والسبب في ذلك تفاوت تعرضهم الآمن لأشعة الشمس في ظل الحديث عن مخاطر الإصابة بسرطان الجلد.
مصادر غذائية لفيتامين “د”
ليس هناك الكثير من المصادر التي يتم من خلالها الحصول على فيتامين “د” فهو أكثر ما يُمكن الحصول عليه من خلال التعرض إلى أشعة الشمس غير الضارة من أجل تخليق المادة المفيدة منه للجسم تحت البشرة، وعلى الرغم من ذلك فإنه يُوجد في بعض الأطعمة والمصادر الغذائية كأسماك السالمون، والسردين والماريكل، بالإضافة إلى وجودة في الكبدة بكميات عالية وأيضًا في البيض وتحديدًا صفار البيض.
وتختلف حاجة الجسم لفيتامين “د” وفقًا للحالة العمرية فالأطفال حتى عمر 12 شهرًا يحتاجون يوميًا لما يقارب من 400 وحدة دولية بينما من تتراوح أعمارهم بين عام و70 عامًا فهم يحتاجون إلى 600 وحدة دولية ومن فوق الـ70 عامًا يحتاجون ما معدله 800 وحدة دولية من فيتامين “د”.
هل نقص فيتامين د يسبب الدوخة
وفقًا للمعلومات السابقة والتي تُشير إلى حاجة الإنسان من فيتامين “د” وأهمية هذا الفيتامين في تحسين أداء وظائف الجسم خاصة ما يتعلق بالجهاز العصبي والعضلي فإنه يُمكن القول بأن وجود عوز أو نقص في الفيتامين يؤثر سلبًا على الصحة العامة للفرد ويمكن تخمين العوز في الفيتامين من خلال بعض الأعراض كـ الإرهاق والتعب لأبسط الأسباب فضلًا عن التغيرات في المزاج والنزوع إلى الوحدة والحزن والاكتئاب، وكذلك المعاناة من آلام العظام والعضلات بشكل خفيف.
وعلى الجانب الآخر فإن تناول الكميات المرجوة من الفيتامين سواء بالطرق الطبيعية أو من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يُحقق الكثير من الآثار الإيجابية على الصحة العامة للفرد فهو يُنظم مستويات الأنسولين في الدم، ويعمل على الوقاية من اضرابات الجهاز الهضمي وبخاصة القولون العصبي، كما يعزز الجهاز المناعي ويحمل من السرطان والأمراض المزمنة لدى كبار السن.
وفي اتجاه آخر فإن حصول الرجل على فيتامين “د” يُعزز معدلات الخصوبة لديهم من خلال المساعدة على إفراز هرمون التستوستيرون ويُساعد النساء على التخفيف من أعراض متلازمة ما قبل الطمث، ويعمل من ناحية أخرى على زيادة فرص الحمل بعد التلقيح أو الإخصاب الصناعي لدى النساء كما يُساهم في التخفيف من أمراض التصلب المتعدد.