ما هي الخمس الحيوانات التي حرم الله قتلها؟
ما هي الخمس الحيوانات التي حرم الله قتلها؟ يزخر المجتمع الحيوي بملايين من أنواع الكائنات الحية الدقيقة منها كالبكتيريا وغيرها ممن يعيش في الجو والتربة إضافة إلى الطيور والحيوانات والكائنات البحرية وغيرها، وكلمنها يؤدي دوره في الحفاظ على توازن النظام الحيوي في البيئة، والناظر في تفاصيل وتفسيرات الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة يجد أن هناك اهتمام وتأصيل لبعض الأحكام الشرعية فيما يخص هذه الكائنات ومن تلك التأصيلات أن هناك تحريم بقتل بعض الحيوانات، وتأتي علة التحريم في إطار وجود منفعة لتلك الحيوانات سواء للإنسان أو للبيئة أو لعلة أخرى، وبحسب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث فإن الحيوانات المحرم قتلها خمس حيوانات فما هي؟
أحكام الحيوان في الاسلام
جاء الإسلام بالرفق واللين على البشرية جمعاء وحمى حقوق الجميع، بل إن هناك من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية ما يُشير إلى حقوق كافة الكائنات في الإسلام ومنها حقوق الحيوان فقد كفل الدين معاملة الحيوانات بالرفق ورعايتها بالطعام والشراب وتوفير سبل الراحة والأمان لها وتوعد أصحاب الحيوانات ممن لم يقوموا بهذه الواجبات تجاه حيواناتهم بالعذاب في الآخرة ومن النصوص الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حفظ حقوق الحيوان وتوعد من يستهين بحقوقهم قوله:” عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعًا فدخلت فيها النار”.
ويرى العلماء أن ما يجري على الهرة ينسحب على كافة الدواب والحيوانات في البيئة خاصة إذا كانت ذات منفعة لصاحبها فلا يجب أن يتركها جائعة ولا محبوسة وإن كان حبسها واجبًا كالنحل ليقوم بإنتاج العسل فعلى صاحب النحل أن يُبقي له شيئًا من العسل في مكانه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينصح أصحاب الحيوانات النافعة بأن يبقوها صالحة أي يرعوها بتقديم الطعام والشراب لها ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم مر ببعير وقد التصق ظهره ببطنه من شدة الهزال وعندما رآه النبي على هذه الحال قال:” اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة وكلوها صالحة”.
وقال ايضًا في الإبل والتي يستخدمها الناس للسفر :” إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض وإذا سافرتم في السنة فأسرعوا عليها السير وإذا عرستم في الليل فاجتنبوا الطريق فإنها مأوى الهوام بالليل”.
حماية الحيوان في البيئة
وحرص الاسلام في تبيان حقوق الحيوان على التأكيد على اجتناب ايذائها في أقواتها وأرزاقها التي تتغذى عليها، فهو يرى أن وجودها الطبيعي في البيئة التي خُلقت فيها أو في المحميات التي تم تخصيصها من قبل الإنسان لها والتي تتوافق مع طبيعة الحيوان والذي لا يُحبذ الانحشار أو الحبس في البيوت والأماكن التي تُقيد حريته وتُبعده عن طبيعته التي فُطر عليها.
وعلى الرغم من هذه الحقوق والتأكيد على حماية الحيوان إلا أن ذلك لا يتفوق على مصلحة الإنسان في الإسلام فمصلحته ومنفعته مقدمة على الحيوان عملًا بقوله تعالى: “هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا” فكل ما في الأرض من مخلوقات هي مخلوقة للإنسان ولمنفعته أولًا وهو ما يجعل قتل بعض الحيوانات والتخلص منها لأنها تضر الانسان واجبًا وأمرًا غير منهيًا عنه وكذلك هناك حيوانات تم ذكرها في الكثير من الأحاديث النبوية تُشير إلى حرمة قتلها وهنا يدور الحديث عن خمسة حيوانات يُحرم قتلها فهل تعرفون ما هي؟
ما هي الخمس الحيوانات التي حرم الله قتلها؟
حرم الإسلام تحريمًا قاطعًا التعرض للحيوان بالقتل دون وجه حق وجعل عاقبة من يفعل ذلك انكارًا لأمر الله نارًا يصلاها سعيرًا يوم القيامة والدليل على ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة التي عذبت هرة فقال صلى الله عليه وسلم فيها:” عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها، إذ هي حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، وقال الله سبحانه وتعالى مؤكدًا على حقوق الحيوان في الرعاية بالطعام والشراب والحماية من المخاطر والمهالك:” كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى”.
وقد حرم الله قتل بعض الحيوانات إما لأنها نافعة للإنسان وإما لأنها غير مضرة ولا يتحقق مصلحة بقتلها وجاء في بعض الأحاديث تصريحًا بأسماء هذه الحيوانات ومنها قوله صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس قال إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل أربع من الدواب النملة، والنحلة، والهدهد والصرد”. ويعتبر أهل العلم أن هذا الحديث دليلًا قطعيًا على تحريم قتل الحيوانات الأربع المذكورة، وهناك حديث آخر يُشير إلى تحريم قتل الضفدع ويقول في متنه :” أن طبيبًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ضفدع يجعلها في دوائه فنهاه عن قتلها” وجاء عن عبد الله بن عمرو قال :” لا تقتلوا الضفادع فإن نقيقها تسبيح ولا تقتلوا الخفافيش فإنه لما خرب بيت المقدس قال يا رب سلطني على البحر حتى أُغرقهم”.
ومن خلال الأحاديث السابقة نتأكد أن الحيوانات التي لا يحل هي النمل والنحل والهدهد والصرد وهو طائر ضخم الرأس والمنقار وله ريش كثيف نصفه أبيض والنصف الآخر أسود وهو مهم جدًا في إحداث توازن في البيئة إذ يُخلص الانسان من الحيوانات الضارة ويحمي البيئة من مخاطرها، بالإضافة إلى الضفدع الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم أن صوت النقيق الذي يصدره هو بمثابة تسبيح لله سبحانه وتعالى فحرم قتله.
ولكن هناك بعض التجاوزات في قتل ما حرم الله من الحيوانات إلا بالحق فإذا كانت هذه الحيوانات المنهي عن قتلها تُحقق ضررًا كبيرًا للإنسان في مأكله أو ماله فإن قتلها هنا يكون جائزًا والله أعلم.
منافع الحيوان للإنسان
كثيرة هي المنافع التي تؤديها الحيوانات للإنسان وللنظام البيئي بشكل عام فهو يستفيد منها في الغذاء فيأكل لحوم بعضها ويستخرج من البعض الآخر جلودًا يصنع منها ملابس وأثاث، ويستخدم البعض الآخر لحمل الأمتعة أو التنقل والسفر واجتياز المسافات والبعض منها استخدم كوسيلة ركوب في الحرب.
ومما يدل على أهمية الحيوانات في التشريع الإسلامي فقد جاءت العديد من الآيات تذكرها، وتذكر منافعها للإنسان ومنها قوله تعالى :” وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون وعليها وعلى الفلك تُحملون”.
ومن ناحية أخرى وردت العديد من السور القرآنية بأسماء الحيوانات وأهمها سورة البقرة ثاني سورة في المصحف الشريف بعد الفاتحة، وهناك سورة العنكبوت، والنمل والنحل والأنعام وسورة الفيل، وقد ذكرت بعض الحيوانات في السور القرآنية كمثل أو قصة منها الحمار فقال :” مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارًا” وقد ضرب الله للكافرين مثلًا بالكلب فقال فيهم:” لو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون.
وقد عزز التشريع الإسلامي علاقة الإنسان بالحيوان وأسلوب التعامل معه بالحسنى والرفق ومنح الحقوق وعدم القتل إلا لعلة وسبب يضار به الإنسان فجعل هنا مصلحة الإنسان أعلى وأقوم ومن الحيوانات التي ذكرت في الكثير من المواطن القمل، النمل، الحية، الجراد، السبع، الحوت، البعوضة والابل، الطير والهدهد وغيرها.