موضوع تعبير عن القهوة السعودية جاهز للطباعة
موضوع تعبير عن القهوة السعودية جاهز للطباعة، الدراسات التي تناولت مشروب القهوة الأكثر شهرةً في العالم أشارت إلى أن موطنه الأصلي يعود إلى الجزيرة العربية وقد كان ذلك في القرن الخامس عشر الميلادي وتحديدًا في مدينة عدن بالجمهورية اليمنية الحالية حيث التداولات التجارية مع تجار الحبشة فكانوا يُقدمونها كنوع من الضيافة فيما بينهم ومن ثم بدأ انتشارها في جبال جازان بالمملكة العربية السعودية ومنذ ذلك الوقت توطنت فيها وتحديدًا في منطقة خولان على طول جبال الجزيرة العربية ويُنسب إلى هذه المنطقة أجود أنواع البن حول العالم وهو البن الخولاني.
موضوع تعبير عن القهوة السعودية جاهز للطباعة
اليوم بمجرد أن تطأ قدمك جبال جازان لا شك ستأسرك الطبيعة والأودية الخلابة، ولكن ليس ذلك فحسب ستجذبك أيضًا رائحة الحقول الغناء المزروعة بالبن الخولاني على امتداد الجبال فلا تكاد تُغادرها إلا وقد احتسيت فنجانًا من البن الغني بالنكهة الأصيلة والطعم الفريد وسيغريك المشهد للبحث عن محامص القهوة هناك لتتزود ببعضٍ منها لنفسك أو هدايا لمن تُحب من الأهل غير ساكني المملكة.
هناك في المرتفعات الجبلية تستقر زراعة أجود أنواع البن في العالم ويتم تصديرها إلى الخارج إذ يبلغ عدد مزارع البن قرابة 800 مزرعة تتوزع على طول المحافظات الجبلية في بني مالك والعيدابي، وهروب والريث وفيفاء والعارضة، فيما يعمل في هذه المزارع أكثر من 1060 مزارعًا أكثر من نصفهم في محافظة الداير وتُشير إحصائيات هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية في جازان أن عدد أشجار البن وصل إلى 171,384 شجرة بحلول العام الحالي 2022، من بين تلك الأشجار نحو 122,455 شجرة في محافظة الداير بنسبة 71%، فيما بلغ متوسط الإنتاج السنوي 369,752 كيلو جرام.
وتعمل الهيئة في الوقت الحاضر وضمن فعاليات عام القهوة السعودية 2022 إلى تطوير زراعة القهوة في المنطقة الجبلية في جازان باعتبارها الأكثر ملائمة من حيث التربة والمناخ لمثل هذه الزراعات، وقد قدمت الهيئة للمزارعين في المنطقة ما يزيد عن 344 ألف شتلة بن منذ العام 2016 وحتى الآن وذلك ضمن مبادرة أرامكو ومشروع تأهيل المدرجات الزراعية ومبادرة الهيئة لإيصال الشتلات للمزارعين.
القهوة السعودية في الموروث الثقافي
لم تغفل المملكة في مسيرة تطويرها عن الاهتمام بالتراث الثقافي للمملكة ومحاولة تسجيله ضمن قائمة التراث والثقافة لدى مؤسسة الأمم المتحدة للثقافة والتعليم اليونسكو واستطاعت أن تُدخل البن الخولاني كواحد من المكونات الأساسية في ثقافة وتراث المملكة أملًا في تعريف العالم به وتدعيم مكانة القهوة في التراث السعودي.
كما تمكن صندوق الاستثمارات العامة في المملكة السعودية من تطوير آليات الزراعة المستدامة في منطقة جازان الجبلية لنوع من أفضل أنواع البن في العالم وهو بن الأرابيكا وتم دعم المزارع هناك بأشتال وبتقنيات انتاج هي الأحدث عالميًا وتُراعي الاستدامة في كافة مراحل الإنتاج والتوزيع والتسويق لكل أقطار العالم بما يُسهم في تعزيز قدرات المملكة على تصدير أجود أنواع البن السعودي إلى الأسواق العالمية والتأكيد على أن موطن القهوة كان سعوديًا وسيبقى كذلك معبرًا عن تاريخها الحضاري وعاداتها الاجتماعية النبيلة في كرم الضيافة .
نمو قطاع القهوة في السعودية
على المستوى الاقتصادي والاستثمار الزراعي في القهوة فإن السعودية واجهت خلال العقد الأخير نموًا كبيرًا وارتفع انتاج البن في المملكة منذ العام 2016 وحتى العام 2022 قرابة 5% ويتوقع أن يصل الانتاج من القهوة السعودية بحلول العام 2026 حوالي 28700 طن سنويًا من أجود أنواع البن الخولاني وبن الأرابيكا في المناطق الجبلية على امتداد جبال جازان في مناطق جازان والباحة وعسير والتي تضم حاليًا قرابة 400 ألف شجرة بن في أكثر من 2500 مزرعة.
وتأتي عملية النمو في ظل اهتمام المملكة وخاصة الصندوق الدولي للاستثمار برفع مستوى الوعي والمعرفة في قطاع الأغذية والزراعة والعمل على توطين المعرفة الثقافية بأهمية هذا التراث الثقافي وتزويده بأحدث التقنيات والعمل على تعزيز مشاركة أهالي المناطق الجبلية في المملكة من الفرص التي يتم توفيرها في مجال زراعة البن والاهتمام به كمكون ثقافي وحضاري للمملكة.
يذكر أن الصندوق الدولي للاستثمارات يُعد أحد أهم الركائز التي تستند عليها رؤية المملكة 2030 حيث يعمل على تنمية موارد وثروات المملكة بما يضخ ناتج محلي يعفيها من الاعتماد التام على المقدرات النفطية ويُحقق في الوقت ذاته جودة حياة افضل للسعوديين على مستوى الوظائف وعلى مستوى الرفاهية بين بلدان العالم المتقدم.
هل تحل أرابيكا السعودية مشكلة القهوة العالمية
التطور الهائل في مجال القهوة السعودية على مستوى الموروث الثقافي والجدوى الاقتصادية التي يُمكن أن تُحققها للناتج المحلي إثر تصديرها إلى الخارج جعلت الكثيرون يُفكرون في أن تُمثل القهوة السعودية وخاصة قهوة ارابيكا التي تُنتجها الشركة السعودية للقهوة والتابعة للصندوق الدولي للاستثمارات حلًا لأزمة القهوة العالمية والتي بدأ انتاجها يتراجع قليلًا خلال السنوات الماضية وخاصة خلال الأزمات التي واجهت العالم مؤخرًا سواء أزمة كورونا أو أزمات الاقتصاد وأخيرًا الحرب على أوكرانيا حيث أدت تلك الأزمات إلى زيادة تكاليف الشحن لوصول بن أرابيكا من البرازيل إلى مختلف مناطق العالم فضلًا عن مشاكل المناخ والتي أدت إلى تراجع نسب الإنتاج والذهاب إلى استهلاك المخزون مما رفع الأسعار في السوق العالمية.