خطبة عن الزلازل ملتقى الخطباء مكتوبة
خطبة عن الزلازل ملتقى الخطباء مكتوبة، بعد الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا وأدى إلى تدمير كبير في البنية التحتية وخسائر في الأرواح قدرت بالأعداد الأولية بأكثر من 12 ألف شخص في البلدين بينهم عدد من المهاجرين من جنسيات عربية أردنيين وفلسطينيين وغيره، حاول الخطباء في المساجد استثمار الحدث وإلقاء خطب عن الزلازل لإيعاز الناس بآيات الله في خلقه وأنه القادر على تحريك آياته الكونية، وهناك الكثير من الخطب عن الزلازل التي تم تضمينها موقع ملتقى الخطباء ليتم الاستفادة منها ونشرها بين الناس، وفيما يلي نعرض بعض المواقف التي يُمكن إيرادها في الخطبة عن الزلازل..
مقدمة خطبة عن الزلازل ملتقى الخطباء مكتوبة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله الهادي الأمين المبعوث رحمة للعالمين محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد فقط فقد شاهدنا اللقطات المروعة التي تظهر فيها الأرض وقد تحركت نحو ثلاثة أمتار عن مسارها نتيجة لصدع في باطن الأرض كسر وقد أدى إلى هذا الثوران على سطح القشرة الأرضية، وإن ذلك لعلامة من علامات الله في خلقه.
إن الله سبحانه وتعالى هنا يُعلن عن نفسه “الظاهر والباطن” فالناس يعرفونه سبحانه وتعالى بالمتناقضات المختلفة هو صاحب الجلال والكمال وهو الجميل الذي صنع كل مكونات الكون بإبداع لا يخطر على قلب بشر، ويعرفونه ايضًا بالرحمة والبأس وكل مظاهر الكون التي يراها الإنسان هي دليل على قدرته ولذلك الإنسان يجب عليه أن يشكر النعم التي يُرزق بها ولا يظن أنها استحقاقًا له بل أن من وهبها له بإمكانه أن يُغير حال النعمة إلى غير ذلك ليُعلن أنه صاحب الوجود وأنه المستحق بالعبادة.
خطبة عن الزلازل مكتوبة
يقول الله في كتابه الكريم :”ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون” فالله يُخبرنا في آياته العظام أنه من يرزقنا النعم ولكن إذا ما غفل عنها الإنسان ونسيها تجلى له الله سبحانه بقدرته ليُعلمه أنه قادر على سحق تلك النعمة وأنها ليست إلف مستحق للعباد دون أن يؤدوا الشكر، ولكن ليس معنى هذا أن ما حدث في الزلزال في تركيا وسورا لا يستوجب التعاطف الإنساني مع الضحايا وهناك الكثير من الآيات التي تُشير إلى ضرب الله الأمثال لأقوام بأقوام مهما كانوا بعيدين في الزمان والمكان فقط ليُنبه إلى رسالة تستثير في الإنسان التذكر والإنابة إلى الله.
وإن الزلزال الذي قضى بموت الآلاف من الأتراك والسوريين بين لحظة وأخرى هو وسيلة لتذكر قدرة الله والإنابة إليه والتضرع له سبحانه وتعالى بأن يُحقق الرحمة بين عباده.
الزلازل آيات يُخوف الله بها عباده
عباد الله إن الزلازل من العلامات الصغرى التي تُشير إلى قيام الساعة وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :” لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج حتى يكثر فيكم المال فيفيض.
وتذكرنا هذه الزلازل بأهوال القيامة وتُعلمنا أن نتوب إلى الله ونستغفره حيث يقول الله في كتابه الكريم :” يا أيها الناس اتقوا ربكم، إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد.
ولا ينفي ذلك أن هناك أسباب علمية لهذه الزلازل لكنها في المجمل لا تتعرض مع الحكمة منها وصاحب القلب السليم لا يُمكنه أن يخلط بين الحكمة من الزلازل وبين أسبابها العلمية وإنما تجعله يتفكر بشكل آخر في قدرة الله وعظمته فالزلازل هي آيات تخويف من الله لعباده ليعودوا إليه تائبين منيبين حيث قال في كتابه :” وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا”.
خاتمة خطبة عن الزلازل ملتقى الخطباء مكتوبة
إن التعرف على أسباب الظواهر الطبيعية والعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنبها والنجاة من ويلاتها أمر لا يتعارض مع حكمة الله ولا يُخالف شريعته وإنما من الضروري أن يرق القلب لمثل هذه الحوادث وأن يُعيد الإنسان التفكير فيما مضي فيعود إلى الله عودة صادقة ويتوب إليه توبة نصوح ومن المستحب في هذه الأوقات التي تتجلى فيها عظمة الخالق أن يلزم الإنسان الذكر والتسبيح والإكثار من الأعمال الصالحة والصدقات والإلحاح بالدعاء على الله فهو القائل في كتابه الكريم :” فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون” وهو القائل أيضًا سبحانه وتعالى : ” وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون” فاستغفروا وتوبوا إلى بارئكم يرحمني ويرحمكم الله.