سبب نزول وأن ليس للإنسان إلا ماسعى
سبب نزول وأن ليس لِلإِنسَانِ إلا ماسعى، كثيرة هي الآيات القرآنية التي تحث الإنسان المسلم على السعي في الارض وتحسس السبل لكسب الرزق كشكر لنعم الله عله بأن خلق له الأرض ليسكن فيها ويُعمرها ومن تلك الآيات قال :” هو الذي جعل لكم الأرض ذلولًا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور”، فالإنسان مطالب بأن يضرب الأرض بالطرق والسبل التي أمره الله بها ومن ثم يترك النتيجة لله فهو مكلب باتخاذ الأسباب فقط، وهناك العديد من الآيات المشابهة فقال تعالى، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، ولكن الحديث هنا لا يدور عن معنى الآية وإنما عن سبب النزول فما سبب نزول وأن ليس للإنسان إلا ماسعى.
معنى وأن ليس للإنسان إلا ماسعى
القارئ في تفسيرات القرآن يعرف تمامًا أن الإنسان خلق في هذه الدنيا ليؤدي رسالة الله سبحانه وتعالى واستعمار الأرض الذي جعله خليفة فيها، والإنسان مكلف بأن يأخذ بالأسباب فيُفتش في السبل التي تجعله قادرًا على تحقيق انجازات مختلفة في الحياة العلمية والمهنية على حد سواء، فالانسان لا يجب عليه أن يتألم أو يحزن أو يشعر بالإحباط إذا لم يُحالفه الحظ بنجاح خطة مشروع أو دراسة جدوى أو غيرها من الأمر فما عليه إلا السعي وليس عليه أن يضيق صدره هو موكل باتخاذ الأسباب بينما النتيجة هي لله سبحانه وتعالى وهذا اليقين بجعله أقدر على تحقيق السعي بالطريقة التي يُحبها ويرضى بها الله عز وجل.
ويقول الكثير من العلماء في التفسير أن المعنى الأوضح للآية وأن ليس للإنسان إلا ما سعى أن ما يفعله من أمر سيُجزى به ولن يجزي به أحد غيره فالإنسان لا ينفعه إلا كسبه.
سبب نزول وأن ليس للإنسان إلا ماسعى
يُشار إلى أن سبب نزول الآية في سورة النجم ” وأن ليس للإنسان إلا ماسعى” لا يبتعد كثيرًا عن سبب نزول السورة بأكملها والتي جاءت تأكيدًا وإثباتًا لصدق ما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن كان المشركين يقولون أنه يختلق القرآن وأمور النبوة وتُشير التفسيرات الخاصة بالسورة إلى أن الآيات من 33 إلى 41 نزلت في الوليد بن المغيرة والذي كان يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الناس يُعايرونه بذلك وأنه ترك دين الأشياخ وضلل الناس وزعم أنهم في النار ولكنه في الحقيقة كان يخشى عذاب الله فأعطى الذي عاتبه بعض ما كان له ومن ثم بخل ومنعه فنزلت هذه الآيات تُعيده إلى سيرته الأولى وتُنبهه إلى ما فعل.
تفسير ابن عثيمين وأن ليس للإنسان إلا ما سعى
الشيخ ابن عثيمين العالم السعودي وأحد علماء رابطة كبار علماء المسلمين في المملكة يُشير في تفسيره وأن ليس للإنسان إلا ماسعى أن عمل الإنسان ينفعه ولا ينفعه عمل غيره فالإنسان يُؤجر على ما يؤديه من واجبات وما يلتزم به من أوامر ونواهي الله ورسوله وأشار إلى أنها تحمل ذات المعنى في الآية القرآنية في سورة البقرة :” لا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت” فكل عمل يقوم به الإنسان هو له ويُجزى به إن كان خيرًا فخير له وإن كان سوءً فالدائرة تدور عليه فقط.