ما هو الميجالودون وهل هو حقيقي
ما هو الميجالودون وهل هو حقيقي، تضم البيئة البحرية عشرات الملايين من الكائنات بعضها مازال حاضرًا في الوقت الراهن والبعض شارف على الانقراض نظرًا لظروف المناخ وما لحقه من تغيرات والبعض الثالث انقرض منذ زمن ولم يبق منه إلا اسمه وبعض المعلومات عنه حتى أن الكثيرين يُشككون في وجدوه من الأصل، ويُعد الميجالودون واحدًا من تلك الكائنات البحرية التي انقرضت ولم يعد لها وجود منذ ملايين السنين حتى أن مجرد ذكرها الآن يُوحي بأن الشخص يروي أسطورة أو قصة من وحي الخيال، فهل تعرفون ما هو الميجالودون وهل هو حقيقي أم لا؟ وما هي مواصفاته وخصائصه.
ما هو الميجالودون وهل هو حقيقي؟
البعض حين يُذكر اسم الميجالودون يتذكر الأساطير القديمة وقصص الخيال باعتبار أنه ليس حقيقيًا ولكن هذا ليس صحيحًا فهذا الكائن البحري كان موجودًا في زمن ما قبل 2 مليون عام سابقة لكنه انقرض تمامًا ولعل ما يُعزز أنه أسطورة من الأساطير القديمة حالة الوصف للشكل الذي كان عليها وخصائصه الجسمانية التي أشهرها أسنانه الكبيرة والخطيرة.
والميجالودون نوع من القرش المنقرض تمامًا وفقًا الدراسات الأحفورية، ويُعرف بالسن الكبير، وهو من حيث التصنيف لم يتم تصنيفه بشكل دقيق فبعض العلماء أشاروا إلى أنه من فصيلة اللمنيات مشيرين إلى ارتباطه بالقرش الأبيض الكبير، فيما مجموعة أخرى من الباحثين عدته من فصيلة الأوتودونتيات المنقرضة، ويُعد أصحاب هذا الرأي الأكثر اجماعًا من حيث التصنيف أما من حيث جنسه فلا زالت الاختلافات والنقاشات قائمة بين العلماء والدراسين فالبعض يقول بأنه من الكاركاروكليز، أو الميجاسيلاكس أو الأوتودس، أو الپروكاركارودون.
معلومات عامة عن الميجالودون
يُعرف عن الميجالودون بأنه قرش بحري منقرض منذ ملايين السنين، وهو من حيث الصفات الشكلية يُعد أكبر قرش عرفه التاريخ البشري وعاش على كوكب الأرض على الإطلاق، حيث يبلغ طوله 18 مترًا.
البعض يُشير إلى أنه نسخة ممتلئة من القرش الأبيض الكبير، فيما يرى آخرون أنه يُشبه في شكله تمامًا قرش المتشمس أو قرش الرمل الببري، وله خصائص افتراسية وبحسب الدراسات التي تناولته بالفحص والتمحيص فإن قوة عضته بسبب فكيه العملاقين تصل إلى 182.201 نيوتن وأسنانه تتميز بأنها سميكة ومتينة جدًا يُمكنه من خلالها انتزاع الفريسة وكسر عظامها وطحنها ايضًا.
على الرغم من وجود هيكل عظمي للميجالودون إلا أنه لا يتكون من العظام وإنما من الغضاريف، وهو ما يُفسر عدم نجاح العينات الحفرية التي بقيت للدلالة عليه إذ أنها كنت تُحفظ على أنها عظام وليس غضاريف مما أدى إلى حفظها حفظًا سيئًا أنهى المعلومات التي يُمكن أن تخرج منها عند الدراسة والتحليل.
تُعد أسنان الميجالودون الأكثر صلابة بين أسنان الحتيان وأنواع القرش الكبيرة حتى أنها أكثر قوةً من أسنان القرش الأبيض الكبير كما أنه يملك جمجمة غضروفية أكبر وحجمًا أكثر امتلاءً ولتحقيق التوازن في الحجم فهو يملك زعانف تتناسب مع حجمه العملاق الضخم.
تقول بعض الدراسات أن جسم الميجالدون يحتوي على 150 جسمًا فقريًا قطر كل منها يتراوح بين 55 – 155ملم، فيما يُشير بعض العلماء في دراسات أخرى أنه يحتوي على أكثر من 200 جسمًا فقريًا ويؤكد فريق البحث أن تلك الأعداد أكبر بكثير مما وجدت عليه في القرش الأبيض الكبير والذي يحتوي على 20 جسمًا فقريًا في هيكله التشريحي تتراوح أقطارها بين 100 – 230 ملم.
يملك الميجالدون صمام حلزوني ويُعد جزء من الأمعاء السفلية لديه وهو يتشابه في الشكل لفصية اللمنيات المعاصرة التي وجدت في فترة الميوسين في مقاطعة بوفورت بكارولينا الجنوبية.
أين يقطن الميجالودون
تُشير الحفريات التي تم إعداد دراسات عليها للكشف عن أماكن تواجد الميجالدون ذلك القرش البحري العملاق ذو السن الكبير إلى أنه كان يعيش في مناطق المحيط الهادي ومن ثم انتشر في كل مناطق العالم ولكن ذلك الانتشار كان له أضراره على استكمال وجوده بالحياة إذ تسبب في انقراضه على المدى البعيد.
وبحسب ما أشار العلماء فإن الميجالدون ذو توزيع عالمي وتم العثور على حفريات تعود له في مناطق كثيرة في العالم وتحديدًا على حدود محيطات النيوجين وشملت أماكن وجوده في امريكا الجنوبية والشمالية فضلًا عن إفريقيا وأوروبا واستراليا، كما يُشار إلى أنه وجد في المناطق الاستوائية خاصة عند خطوط العرض المعتدلة وخطوط العرض الصاعدة نحو الشمال عند خط عرض 55 شمالًا والتي يكون فيها نطاق الحرارة بين 1- 24 درجة مئوية.
وتُشير الدراسات ايضًا أن الميجالدون سكن مناطق ساحلية ومناطق الارتفاعات الساحلية بالإضافة إلى البحيرات الشاطئية المستنقعية وكذلك النطاقات الشاطئية الرملية وكذلك سكن في بيئات المياه العميقة والبعيدة عن الشواطئ.
كيف يتغذى الميجالودون
نظرًا لأن الميجالدون من نوعية الأسماك العملاقة فإنه بالتأكيد يتغذى على الكائنات البحرية الأقل ضعفًا منه في السلسلة الهرمية مثل الأسماك وحيتان البلين الضخمة بالإضافة إلى بعض الأنواع من حيتان العنبر والدلافين التي تملك أسنان ويتغذ ايضًا على خراف البحر والفقمات.
وتُعد هذه الأنواع أيضًا مفترسة إلا أنها تبدو مقارنة بالميجالدون البالغ ضعيفة وهشة، لكنها تكون ذات قوة على الميجالدون الصغير أو حديثة الولادة فتفترسها وتتغذى عليها.
متى انقرض الميجالودون
الدراسات التي تناولت تطور الكائنات البحرية ومراحل وجودها على كوكب الأرض منذ وجوده وإلى اللحظة أشارت إلى أن الميجالدون كان موجودًا في زمن بعيد جدًا تقريبًا قبل 2 مليون عام وأكثر أما وجوده في الحياة البحرية فكان قبل 6 مليون عام أي أن مكوثه على كوكب الأرض بقيّ 4 مليون عام.
وبحسب العلماء فإن سبب انقراض الميجالدون المعروف باسم قرش السن الكبير يعود إلى التغيرات المناخية القاسية التي طرأت على الظروف البيئية والعديد من التغيرات البيولوجية أيضًا، فضلًا عن أن تواجده كان مقتصرًا فقط على المحيط الهادي في البداية ومن ثم انتشر في العالم ولكن ذلك الانتشار لم يكن دافعًا للبقاء له والاستمرار وإنما سببًا في الانقراض حيث أن صغار الميجالدون كانت وسيلة لتغذية القرش الأبيض الكبير وبعض الحيتان في مختلف المناطق وبالتالي فإن صغار الميجالدون لم تكبر ولم تستمر في العيش أثناء انتشارها حول الكوكب.
هل الميجالودون حقيقي
السمات الشكلية وحالة الافتراس التي طغت على صفات هذا الكائن البحري جعلته أقرب إلى الأساطير الخيالية خاصة وأنه تم الاستعانة به أيضًا في الأفلام والروايات الخيالية وفي العام 2003 تم تصوير فيلم عنه على أنه خطر العصر وكان في الفيلم هناك ميجالودون صغير واثنين بالغين وعرف الفيلم باسم وحوش بحرية وفي معظم المشاهد كان يظهر على أنه خطر كبير ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تم انتاج سلسلة أفلام عنه باسم القرش الضخم وجميعها كانت خيال وثائقي مثير للجدل وتم تقديم العديد من الأدلة المزعومة التي تُشير إلى أن الميجالودون مازال حيًا ولكن تم انتقاد هذه البرامج والأفلام والوثائقيات والتأكيد على أنها قائمة على الخيال بشكل تام وغير حقيقية وأن الميجالدون على الرغم من أنه حقيقي إلا أنه انقرض تمامًا منذ أكثر من مليوني عام ولا وجود له في البيئة البحرية حاليًا.