من اسس قصر سلوى
من اسس قصر سلوى، تُعد المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي شهدت التطور الحضاري نظرًا لوقوعها في شبه الجزيرة العربية والتي سكنها أجناس مختلفة من السكان كلٌ منهم كان له ملامحه التاريخية ومعالمه الثقافية والحضارية، حتى أنها في السنوات الأخيرة استطاعت أن تضم ستة من أبرز معالمها التاريخية والحضارية لقائمة اليونسكو باعتبارها مناطق هامة ولها قدرة على الجذب السياحي على مستوى العالم وهي مدائن صالح، حي الطريف في الدرعية، والرسوم التاريخية في حائل، وجدة التاريخية وآبار حمى وواحة الإحساء، وهذا لا يعني أنه لا يُوجد في المملكة سواها بل هي تزخر بالمواقع الأثرية والتاريخية التي تم تشييدها على مر مراحل تطور المملكة ومن الآثار التي تُبرز عظمة المملكة قصر سلوى فهل سمعتم به من قبل عن قصر سلوى وهل تعرفون من أسس قصر سلوى؟
الآثار التاريخية في المملكة العربية السعودية
على مدار الحقب التاريخية الماضية عُدت المملكة العربية السعودية مهدًا للحضارات البشرية حيث استوطنها شعوب كل في مختلف بقاع شبه الجزيرة العربية كل منهم ترك خلفه معلمًا يُشير إلى تاريخ حضارته ونقوشًا صخرية ومدن ومناطق وقصور أثرية يعود تاريخها لأكثر من عشرة آلاف عام، ناهيك عن المظاهر الطبيعية كالقمم المرتفعة فوق سطح البحر والتي تصل إلى 3000 متر في بعض الجبال فضلًا عن العديد من المظاهرة الجاذبة للسياحة في مجال الغوص في أعماق البحر الميت واكتشاف الكائنات البحري والشعب المرجانية وغيرها.
ولا يقتصر الأمر على ذلك فالمملكة تضم أكبر واحة نخيل في العالم والتي تحوي مليوني ونصف المليون نخلة يوزع إنتاجها إلى الأسواق العالمية وتُعد منه موائد الضيافة للحجاج والمعتمرين الذين يطئون السعودية من كافة أقطار العالم.
وقد اهتمت القيادة الحالية في المملكة في تحسين الوجه الحضاري للمملكة وعملت إلى إنشاء الكثير من المدن الترفيهية التي تُحاكي المدن العالمية وذلك في إطار تأكيدها على الخط التنموي للاقتصاد القومي وفتح آفاق أخرى له لتتخلص من الاعتماد الكلي على النفط دون غيره في تحقيق الأمان الاقتصادي للمملكة وشعبها.
من اسس قصر سلوى
يُعد من أقدم الآثار التاريخية في المملكة وذلك كونه يقع في منطقة الدرعية تلك البقعة التي شهدت قيام الدولة السعودية الأولى والتي تحوي ايضًا حي الطريف الذي تم ضمه في السنوات الأخيرة لقائمة الثقافة والتراث في منظمة اليونسكو، ويستقر القصر بالتحديد في شمال الدرعية في منطقة الرياض وسط المملكة العربية السعودية ويجذب بأسلوبه المعماري السكان المحليين والمقيمين لزيارته كما أنه يلفت أنظار السائحين الذين يقصدون الطريف في كافة الأقطار العربية والأوروبية للتعرف على الدرعية النبتة الأولى للمملكة.
يُشار إلى ان قصر سلوى تأسس في زمن الدولة السعودية الأولى وقام بتأسيسه الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود في العام 1765م ليكون مقرًا للحكم ومنه تخرج قرارات البلاد على كافة المستويات السياسية والعسكرية والدينية والاجتماعية وكان رمزًا لسلالة آل سعود في تلك الحقبة.
أين يقع قصر سلوى
يستقر القصر في المنطقة الشمالية الشرقية لحي الطريف وتحديدًا في مقدمته، وهو أكبر القصور في مدينة الدرعية حيث يتربع على مساحة عشرة آلاف متر مربع، يحد القصر من الشرق بيت المال ومن الشمال وادي حنيفة بينما يواجه في منطقة الغرب مسجد الإمام عبدالله بن سعود وعدد من القصور الأخرى منها قصر إبراهيم وقصر فهد، بالإضافة إلى بئر في المنطقة الشمالية الغربية.
يتكون القصر من عدد من الوحدات المعمارية وعددها سبعة وحدات تم بناءها بشكل متعاقب بدءً من عهد الإمام محمد بن سعود بن مقرن مؤسس الدولة السعودية الأولى والتي امتدت على مدار 74 عامًا في الفترة بين (1744 – 1818 م).
مكونات قصر سلوى
عُد قصر سلوى المقر الرئيس لولاة الأمر من الحكام والأمراء في المملكة خلال فترة الدولة السعودية الأولى، وقد أشرف على بناؤه عدد من المعماريين وأشرف عليه ابن حزيم وبحسب ما ورد في تفاصيل القصر آنفًا فإنه مكون من 7 وحدات معمارية كل وحدة كانت تُعبر عن مرحلة من مراحل الدولة السعودية الأولى التي استمرت ما يُقارب سبعة عقود ونصف وبحسب الدراسات البحثية التي تناولت القصر فإن الوحدة الأولى بنيت على مساحة تُقدر بـ690 متر مربع في الجهة الشمالية الشرقية من القصر ومدخلها يقع في المنطقة الجنوبية الغربية ويذكر الباحثين أن الوحدة تكونت من مبنيين متماثلين في مركز كل مبنى قاعة تُحيط بها غرف ثلاث وسلم يصل إلى الدور الثاني كما تحتوي الوحدة على برج يقع في الجهة الشرقية في مواجهة الوادي.
فيما الوحدة الثانية تزيد مساحتها قليلًا عن الوحدة الأولى إذ تربعت على مساحة 785 متر مربع وقد تم إنشاؤها في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود وكانت في بداية الأمر تستخدم لإدارة الحكم ومن ثم باتت تُستخدم للتخزين وتتميز مرافقها بالزخرفة والشرفات المسننة.
وتُعد الوحدة الثالثة اصغر حجمًا فهي لا تزيد عن 245 متر مربع وتتكون من ثلاث طوابق وقد تم تطويرها في وقت لاحق في الفترة التي تولى فيها الإمام سعود الكبير الإمارة بعد والده الإمام عبد العزيز بن محمد.
بينما الوحدة الرابعة من قصر سلوى بلغت مساحتها 445 متر مربع وذات الأمر تتكون من ثلاث طوابق وكانت تزينها الزخارف على الجدران وتم انشاء برج في الوحدة من الناحية الشرقية لها.
وأما الوحدة الخامسة فيعود إنشاؤها إلى القرن الرابع الهجري وأقيمت على أنقاض حي الطريف الأثري ، فيما الوحدة السادسة كانت أكبر من سابقاتها وبلغت مساحتها 720 متر مربع وقد تم تعميرها على طراز مميز يختلف عن سابقاتها من الوحدات الخمس السابقة وتُعد الوحدة السابعة هي الأكبر من حيث المساحة إذ تجاوزت مساحتها الألف ومئة متر مربع وتم استخدامها في القرن الرابع عشر الهجري للسكن ومن ثم تم التعديل عليها الأمر الذي أخفى سماتها الأولى وقد تميز الجزء الثاني من الوحدة المعمارية السابعة في قصر سلوى بوضوح السمات المعمارية وعلى الرغم من تهدم الكثير من معالم القصر إلا أنه ما زال قائمًا ويؤمه الكثير من الزوار أثناء زيارتهم للطريف في الدرعية فهو يُشير إلى أصالة المملكة وامتداد تاريخها الإنساني.
متى تم ترميم قصر سلوى
نظرًا لكونه يستقر في حي الطريف الذي تم ضمه لقائمة التراث والثقافة في منظمة اليونسكو خلال العام 2010 فقد اهتمت المملكة بالاعتناء بالقصر كونه شاهدًا على إمارة الدرعية والتاريخ الإنساني لأمراء الدولة السعودية الأولى التي أول ما قامت هناك وعملت على ترميمه والحفاظ على شكله التراثي وأصالته التاريخية وذلك من خلال دراسة المادة التي بُني فيها ومحاولة إنتاج مادة مماثلة عمادها الطين والحجارة من أجل العمل على تحسين مظهره والحفاظ على ما تبقى من هيكله الذي يحتوى على ثلاث طوابق وسبع وحدات متباينة المساحات.
ووفقًا للدراسات التي قام بها معماريون سعوديون فقد تم تجديد القصر وروعي أن يبقى على ذات هيئته الأصيلة التي تُعد مثال واضح للعمارة التقليدية في نجد والتي كان يُستخدم فيها الطوب اللبن الذي يتم تجفيفه من خلال الشمس إضافة إلى صناعة الجدران والأبواب الخشبية التي تتميز بأنماط وزخارف غاية في الروعة ويتم حمايتها بمسامير وقضبان حديدية ثقيلة.