هل يجوز حمل جثمان المتوفاة من غير المحارم
هل يجوز حمل جثمان المتوفاة من غير المحارم، تُعتبر الأحكام الشرعية في قضايا الحياة العامة من أكثر ما يُثار على مواقع الفتوى حيث يرغب المسلمون في بقاع الدنيا بالتعرف على الطريق الصحيح لإتمام أمور حياتهم وإنفاذها على الوجه الذي أمر به الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم وعلى سنة الحبيب المصطفى الذي جاء مفسرًا للأوامر الإلهية وموضحًا لها بوحي من السماء فهو لا ينطق عن الهوى، وفي الآونة الأخيرة تصاعد البحث عن الحكم الشرعي لحمل جثمان المتوفاة من غير المحارم كالأب أو الأخ، أو الزوج أو الابن فهل يجوز حمل جثمان المتوفاة غير المحارم.
دفن المرأة في الاسلام
كل ابن آدم نهايته إلى الموت فهو حق أوجبه الله على خلقه فليس من أحد يخلد في الدنيا بل ينتقل بالموت وصعود الروح إلى السماء ونزول الجسد في القبر إلى حياة البرزخ فيجد ما قدم من عمل فيُجزى به خيرًا أو عذابًا بأمر الله، وقد حدد الشرع أحكامًا وأساليبًا لدفن المرء اذا انقطعت منه أنفاس الحياة ويختلف دفن الميت الرجل عن دفن الميت من جنس الإناث فالأخير يتفق العلماء على ضرورة الستر عند إنزال المرأة قبرها وقد شرع ذلك في المذاهب الأربعة وكان استحبابًا عند الشافعية والحنابلة والمالكية بينما أوجب المذهب الحنفي أن يُستر قبر المرأة عند الدفن بثوب فلا يظهر منها شيء وأن يُنزلها إلى منزلتها الأخيرة أحد محارمها من الرجال حيث أنه لا يُشرع للمرأة أن تقوم بالدفن سواء كان لامرأة مثلها أو لأي من موتاها كالأب والأخ والزوج والابن فهذا لم يقول به الشرع لا في الكتاب ولا في السنة النبوية المشرفة.
هل يجوز حمل جثمان المتوفاة من غير المحارم
الدين الإسلامي في الكتاب العظيم والسنة النبوية المشرفة جاء مؤكدًا على حرمة المرأة ومشددًا على صيانتها في أي سبيل كانت عليه في البيت أو في العمل أو عند الموت فلا يجوز للمرأة أن تظهر إلا على محارمها من الرجال وفي ذلك اكرامًا لها وصيانًة لعفتها والتزامًا بأمر الله سبحانه وتعالى، فكيف يمكن أن يأمر الله المرأة بالعفة والحجاب في أمور دُنياها وتلتزم به في الحياة وعند الموت يُكشف الستر وتزول الصيانة للحقوق فهذا من غير المعقول فما كانت المرأة المسلمة ملتزمة بحفظ نفسها وجسدها عن أعين الناس أوجب في الجنائز صيانتها بلباسها الشرعي بعد أن أصبحت لا تملك من نفسها شيئًا.
هل يجوز للرجل الأجنبي أن ينزل المرأة قبرها ؟
يقول العلماء أنه في الأصل أن يُنزل المرأة قبرها أحد الرجال القريبون منها وخاصة المحارم الذين كان يحل لهم النظر إليها في حياتها والسفر معها والدليل على ذلك حين توفت زينب بنت جحش روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال عمر رضي الله عنه أنه قام عند وفاة زينب وطلب أن يرسل أحد ليدخلها قبرها فتم ارسال من كان يحل له الدخول عليها في حياتها أي محارمها.
وتقول بعض الآراء الفقهية أنه يجوز للأجنبي أن يُنزل المرأة المتوفاة إلى قبرها ولكن بشروط أن يكون قد امتنع من شهوة النساء وقال الإمام الألباني أنه ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حين توفت إحدى بناته كان يجلس عند قبرها وعينيه تدمعان وقال وقتها هل منكم رجل لم يقارف الليلة فأجابه أبو طلحة أنه فقال صلى الله عليه وسلم أنزل فنزل في قبرها، وقد روي هذا الحديث عن الإمام البخاري ويُشير إلى أنه يجوز للأجنبي أن يُنزل المرأة قبرها شريطة عدم الشهوة والجماع في ليلته السابقة، والله أعلم.
هل يجوز دفن المرأة من غير محرم ابن عثيمين
وبالنظر في فتاوى أحد علماء هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية وهو الإمام ابن عثيمين يرحمه الله فقد أشار في أحد فتواه المضمنة على الموقع الرسمي الخاص به أنه قال أنه لم يعلم من أي علماء الأمة الإسلامية أن أحد منهم قال بألا يُنزل المرأة قبرها ولا يدخل قبر المرأة إلا محرم لها وقال اعتقاد الناس أنه لا يُنزل المرأة في القبر إلا محارمها اعتقاد غير صحيح ولكن يُنزلها من كان أدرى وأعلم بطريقة الدفن على الشريعة الإسلامية سواء من محارمها أو غير محارمها.