انشاء عن امل الوطن في ابنائه جاهز للطباعة - موقع الأرشيف
تعليم

انشاء عن امل الوطن في ابنائه جاهز للطباعة

انشاء عن امل الوطن في ابنائه جاهز للطباعة، الوطن ليست أرض أو قطعة قماش ممثلة في العلم ولا يعني أيضًا الأشعار والأناشيد المدرجة في الكتب، إنه أعمق من ذلك وأكبر، هو المظلة التي يستظل بها الإنسان وتمنحه الأمان والاستقرار، وفي المقابل يكون المواطنون هم أمل الوطن في رفعته وتقدمه إلى المعالي، فيكونوا مبعث فخره وصوته بين الأمم والأوطان على اختلاف عادتها وثقافاتها.

فالوطن هو الأم التي ترعى وتنتظر بر أبنائها، هو الحب والعطاء والأمن والاستقرار، وهو دليل الفداء بالغالي والنفيس من أجل أن يبقى قائمًا برايته معتزًا بأهله وسكانه، ويبحث الطلاب في اوقات الاختبارات عن انشاء عن أمل الوطن في أبنائه ونُحاول في السطور التالية أن نوجزه لكم..

مقدمة عن حب الوطن

يولد الإنسان مفطورًا على حب الوطن، فهو لا يحتاج إلى الشعارات الرنانة ليُعبر عن مدى حبه لوطنه ولا يحتاج للكلمات التي تُدغدغ المشاعر وتلهب القلوب بل يحتاج إلى العمل الدائم والمستمر من أجل رفع اسمه عاليًا بين مصاف الأمم، فالوطن تعبير فعلي عن الأمن والسكينة، وعن الانتماء والوفاء والتضحية فلا معنى للوطن بدون هذه الأفعال التي يقوم بها المواطن طواعيًة من أجل عز وطنه وأرضه، وهو الحب والعطاء وكون الإنسان أيًّ كانت وجهته السياسية أو الدينية يعيش فيوطن يرعى حقوقه فإن النتيجة تكون امتلاك الإنسان كافة الأساليب والوسائل المتاحة ليجتهد ويُعطي النفس من أجل الوطن.

تعريف الوطن

كثيرة هي الكلمات التي تُقال في تعريف الوطن فهو درع الحماية الذي يلوذ إليه المواطن متيقنًا أنه سيظله في سمائه ويحفه في أرضه، لكن بعض العلماء وأصحاب الدراسات أشاروا في تعريق الوطن إلى أنه الإطار البشري والجغرافي المحدد بعوامل اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية، وهو أيضًا المجال الذي يتفاعل فيه الأفراد والجماعات مع بعضهم البعض ومع الأرض التي يقطنون عليها لأزمان متفاوتة ومتعاقبة.

وبعض الأوطان لا تبقى صامدة أحيانًا تتعرض للتهديد والحروب والازمات على مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية ولكن في هذه الوقت يهب لنجدتها مواطنيها فهم رئة التنفس لها وأملها في دحض أي اعتداء وصد أي انتهاك يُثار ضدها ويُعد هذا السلوك هو الواجب الأخلاقي للمواطن على وطنه الذي منحه كل الحقوق الإنسانية.

كيف ندافع عن الوطن في عصر الرقمنة

تأمل أي دولة من مواطنيها أن يكونوا على قلب رجل واحد يهبوا لنجديتها إذا أصابها ضرر أو أصاب قيادتها غدر أو تخوين فينتصروا له بكل الوسائل المتاحة والممكنة لهم وفي العصر الحديث وتكنولوجيا المعلومات فإن أكثر وسائل الدفاع فتكًا بالمخونين هو فضحهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الرقمية لكل العالم وتبيان أهدافه الخبيثة ومكره لينقلب عليه ويرتد إليه كيده في نحره.

ومن وسائل دفاع أبناء الوطن عن وطنهم حرصهم على الترفع في الدرجات العلمية والحصول على الابتكارات الخارقة التي تُمكن وطنهم من المناطحة في كافة القطاعات مع الدول المتقدمة التي تُحاول السيطرة على العالم بالمال، فإن من لم يمتلكوا المال يمتلكوا العقول النيرة والأفكار الخارقة والأخلاق الرفيعة التي هي أهم وأغلى من كل مال وحين يُنفذوا ما يُفكروا فيه فإنهم يستجلبوا الجميع حولهم فيكونوا مركز الاهتمام ونقطة المصلحة التي يُريد الجميع الارتكاز عليها.

الإنسان عماد الوطن

إن تقديس الوطن لا يكون بتقديس ترابه وحجارته وأماكنه التاريخية فحسب وإنما بصنيع الإنسان الذي استطاع أن يُحقق ذلك كله في كافة المجالات فهو من يبني الآثار التي تدل على التاريخ وهو من يصل إلى أهم العلوم وأحدثها التي تُشير إلى تطور ثقافة البلاد وهو الذي يُؤدي واجبه باسلًا مستبسلًا في الحروب الطاحنة فيُستشهد ليحيا الوطن ويُخلد اسمه باسمه، ويقول الكتاب والأدباء أن قيمة الوطن ومكانته تُسحب من قيمة أبنائه وإنجازاتهم في كافة القطاعات الانسانية والاجتماعية والسياسية فلولا الإنسان ما كان الوطن ولولا الوطن الذي هيئ سبل العيش الإنساني الكريم ما أُعين المواطن على أداء مهمته، ولذلك فإن أي مس بالوطن هو مس بقيمة الإنسان وحريته وكل ما يخصه من متعلقات مادية ومعنوية وسيادية، ويُشير البعض الآخر من الكتاب أن الوطن أمانة ممتدة في عنق الإنسان يتوارثها جيلًا بعد جيل ولذلك فإن خيانة الوطن لا تُغتفر ولا يُمكن نسيانها ويعد التقصير في نصرة الوطن والانتصار له أحد خيانة الوطن.

أهمية الوطن في حياة الفرد

لم يُقدر الله تعالى لكل البشر أن يعيشوا في أوطانًا لهم لحكمة لديه سبحانه فاليهود لا وطن لهم وقاموا باغتصاب أرض فلسطين واستولوا عليها واعتبروها زورًا وبهتانًا وطنهم لكنها الوطن الأساسي والأصلي للفلسطينيين الذين تشتتوا في كل أقطار المعمورة بفعل الحرب الصهيونية في العام 1948 ولازالوا حتى الآن يتوارثوا حب الوطن الخاص بالأجداد فهو عمقهم المتجذر في الأرض ويرجون العودة إليه مهما طال بهم العمر.

ومن هنا يُمكن استيضاح أهمية الوطن في حياة الفرد فهو يُعطيه الشعور بالانتماء للثقافة والتاريخ ويكسبه التربية الوطنية وتنشئته تنشئة وطنية خالصة رغم تعدد الانتماء لأماكن مختلفة فالفلسطينيين يوجدون في أقطار عربية وأوروبية إلا أن انتمائهم الثقافي والاجتماعي والسياسي والوطني لوطنهم الأصل فلسطين ولعاصمتهم الأبدية القدس التي تُهود وتنتهك قدسيتها ليل نهار تجدهم يخرجون مدافعين في مظاهرات من كل أقطار الدنيا منتصرين لوطنهم وقدسهم.

والوطن يُحقق للفرد أيضًا المسئولية فهو يؤدي واجباته جميعها مقابل التمتع بالحقوق فالتمتع بالحقوق من جهة المؤسسات المسئولة في الدولة يُقابلها حب وعطاء من قبل الفرد ولا يُمكن أن يُقابل القمع والتشرد من قبل الدولة لمواطنيها بحب وانتماء وعطاء فالعلاقة بين الحقوق والواجبات بين الوطن والفرد هي علاقة متوازنة يحصل المواطن على حقوقه ويؤدي واجباته على أكمل وجه.

خاتمة عن امل الوطن في ابنائه

إن حب الوطن ظاهرة صحية متبادلة بين الفرد والقيادة التي تحكم الوطن، فالقيادة بما تملك من وسائل تُمكن الفرد في كافة المناحي المعنوية والمادية تُعطيه الحقوق وتؤمن له سبل العيش الكريم التي تجعله معول بناء في الوطن لا معول هدم وبالتالي فإن كل وسيلة متاحة للفرد تُحول إلى جهد كبير من أجل الارتقاء بالوطن بين الأمم المتقدمة فالعالم يُحاول أن يُعزز وجود وطنه في العلوم المختلفة باكتشافاته ومهاراته المختلفة وإبداعاته المتنوعة وكذلك الصانع والسياسي والطالب كلٌ يُحقق اختراقًا في مجاله، فالوطن هو المدرسة التي تُعلم أفرادها أساسيات الاندماج والمشاركة الفاعلة ولا يُمكن للطالب أن يُنكر على معلمه فضله فلا يرد له الجميل ويبقى على حال التخلف بعيدًا عن ملاحقة التطور.

وحب الوطن ورد الجميل له هو شيمة من شيم الأنبياء الكرام والتحلي بها يعكس تمسك الأجيال بسنة الأنبياء وأبرزهم آخر أنبياء الأمم محمد صلى الله عليه وسلم والذي عبر عن حبه لمكة قولًا وفعلًا، فورد عنه أنه قال في مكة :” ما أطيبك من بلد وأحبك إلي ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك” فالإنسان يُحاول قدر استطاعته أن يكون مخلصًا لوطنه ودينه يحملهما بين ضلوعه وفي نبضات قلبه أينما حل ورحل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى