من ابرز العوامل المؤثره على الفجوه الرقميه العمر واللغة - موقع الأرشيف
تعليم

من ابرز العوامل المؤثره على الفجوه الرقميه العمر واللغة

من ابرز العوامل المؤثره على الفجوه الرقميه العمر واللغة، أحد المصطلحات الحديثة التي نشأت بالتزامن مع الثورة التكنولوجية الهائلة والتحول المعلوماتي هي الفجوة الرقمية وهي تعبير عن حالة التطور التي تُلازم بلد ما أو فئة معية من الناس في مجال التكنولوجيا مقارنة مع بلد أو فئة أخرى في ذات الظروف وأحيانًا تحمل ذات الخصائص للشعوب من حيث الثقافة والمعرفة ولكن تختلف من حيث القدرات الاقتصادية العامة للبلد والحالة المالية من حيث الوفرة أو القلة لدى الأفراد.

ويقول الخبراء أن هناك العديد من العوامل التي تُؤثر على الفجوة الرقمية وقوة اتساع هوتها أو جسرها ومن هذه العوامل العمر واللغة فضلًا عن الحالة الاقتصادية كما أسلفنا وكذلك الحالة المعرفية والثقافية والقدرة على ملاحقة التطور التكنولوجي ومواكبة تفاصيله في كافة المجالات على اختلاف أنواعها..

ما هي الفجوة الرقمية؟

نشأ مصطلح الفجوة الرقمية في السنوات الأخيرة من الألفية الثالثة مع بدء بروز ظاهرة التجارة الإلكترونية والانتقال إلى التحول الرقمي على مستوى الخدمات المقدمة من الحكومات للشعوب، وتصاعد الحديث عن الفجوة الرقمية بسبب التباين بين الناس في التمكن من استخدام الانترنت والحصول على الخدمات المتاحة لهم وفقًا لحالة المواكبة للتطور التي أرادت أن تُنفذها الحكومات للاستفادة مما لديها من تطور هائل على المستوى التكنولوجي، وبات الحديث يزداد حول خلق فجوة في المجتمع سواء في الدول المتقدمة أو الدول النامية في العالم الثالث.

ومعنى الفجوة بالعربية هو الفرق بين شيئين من ذات الجنس مثلًا فجوة اجتماعية تُعني حدوث خلل في المستوى الاجتماعي يجعل الأشخاص في حالة تباين بين ضعيف وقوي أو يمتلك ولا يمتلك وهكذا الفجوة الاقتصادية إلى الفصل في المستوى المادي لدى مجموعة من الأشخاص فالبعض يكون لديه أموالًا يُمكن صرفها على توفير الاحتياجات الأساسية والبعض يملك فائضًا فيوفر الاحتياجات الترفيهية المختلفة.

يذكر أن الفجوة الرقمية ظهرت مع التطور التكنولوجي والدخول إلى عصر الانترنت فالبعض كان يملك سبل الوصول إلى الحصول على خدمة الانترنت والبعض الآخر لا يملك تلك السبل..

كيف نسد الفجوة الرقمية

يقول العلماء أن الفجوة الرقمية أحدثت جدلًا واسعًا بين المستخدمين على مواقع الانترنت وذلك فيم يتعلق بقدرتهم على التفاعل مع التكنولوجيا الحديثة والاستفادة من الخدمات التي تُطرح من قبل الحكومات لهم، فعلى الرغم من التطور التكنولوجي الذي تُواجهه الدولة فإن ليس كل فرد في الدولة يُمكنه الاستمتاع به والانتفاع بالخدمات المترتبة عليه فالبعض لا يتمكنون من استخدام مقومات التطور سواء من حيث القدرة التعليمية والمستوى التعليمي أو من حيث القدرة المالية وامتلاك مقومات الخدمة من اشتراك دائم بالإنترنت وأجهزة متطورة مربوطة بالشبكة العنكبوتية، فالبعض يرى أن الفئات التي لا تملك قدرة مالية أو تعليمية ستُحرم من الخدمات المتطورة التي تُقدم.

وبحسب الدراسات التي سعت إلى توضيح حجم الفجوة الإلكترونية أو المعروفة بالفجوة الرقمية فقد أشارت إحداها إلى المقارنة بين دولتين من دول العالم المتقدم بل الأكثر تطورًا في المجال التكنولوجي وهي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وأظهرت الدراسة أن حجم الفجوة السكانية بين البلدين قرابة الـ 70% الأمر الذي يُشير إلى حرمان فئات كبيرة من السكان من الانترنت ولكن تم العمل سريعًا على جسر الهوة من خلال قمة عالمية حول مجتمع المعلومات في العام 2003 يُحاول سد الهوة من خلال خلق بيئة مواتية وتنمية الموارد البشرية في هذا المجال.

وبدأت الحكومات في السنوات الأخيرة بالعمل بإجراءات فعلية لسد الهوة والفجوة الرقمية من خلال العمل على التحول الرقمي بنسبة 100% وقد ساهم انتشار فايروس كورونا في ذلك حيث أدى الإغلاق بسبب إجراءات الوقاية من الفايروس إلى تحديث الخدمات الحكومية وجعلها رقمية بالدرجة الأولى يحصل عليها المستفيد عبر الانترنت وتعزيز نمط الحياة الإلكتروني عبر حوسبة الجهات الحكومية في كل المناطق سواء الحضرية أو المناطق النائية.

من اسباب تكون الفجوة الرقمية في العالم؟

حددت الدراسات التي رافقت الفجوة الرقمية عددًا من الأسباب التي أدت إلى اتساع الفجوة في العالم وهي أسباب في جوهرها تتعلق بطبيعة البيئة فضلًا على المستوى الثقافي والاجتماعي والنوع والتمكين الاقتصادي لكافة فئات المجتمع ولكن من أجل التسهيل عليكم في الفهم اختبار الأسباب كفروض يُمكن تناولها بالفحص والتمحيص نورد لكم بعض أسباب تكون الفجوة الرقمية في العالم وهي:-

  • اللغة بحيث يُعد التخلف اللغوي أحد أهم أسباب الفجوة الرقمية في العالم فبعض اللغات القومية لا تتوافق مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والانترنت ولذلك فإن الكثير من بلدان العالم تعمل حاليًا على إعادة الاهتمام بلغتها القومية لتكون متوافقة مع التطورات التكنولوجية الهائلة في اعالم.
  • الحالة التعليمية فكلما كانت الحالة التعليمية متدنية كانت الفجوة الرقمية عالية حيث لا يتمكن الأفراد من الحصول على متطلبات المعرفة الرقمية ومتابعة تفاصيلها
  • العمر فأحيانًا كبار السن والطاعنين فيه لا يُمكنهم مواكبة التطور التكنولوجي ولا يملكون ايضًا الأجهزة والمعدات التي تمنحهم المواكبة الرقمية
  • الأمية وهي تندرج ضمن الحالة التعليمية فكلما ارتفعت نسبة الأمية كلما اتسعت الفجوة الرقمية وفي الحالة العربية فإن الأمية جاوزت الـ 45% وبالتالي فإن الفجوة الرقمية كبيرة وواسعة.
  • الجمود المجتمعي بعض المجتمعات ترفض التطور والتقدم بتقنيات تُخالف المواريث والعادات التي وجدت عليها وبالتالي يؤدي ذلك إلى اتساع هوة الفجوة الرقمية
  • الدخل فالحالة الاقتصادية تؤثر تأثيرًا مباشرًا على مدى تمتع الأفراد في المجتمعات بمواكبة التطورات التكنولوجية وحيازة الأجهزة الذكية وغيرها وتزاد هذه الفجوة بين الدول النامية والدول المتقدمة.

من ابرز العوامل المؤثره على الفجوه الرقميه العمر واللغة

من خلال العرض السابق لأسباب الفجوة الرقمية بين الدول سواء النامية أو المتقدمة يُمكن القول أن خاصية العمر واللغة من أبرز العوامل التي تُؤثر على اتساع الفجوة الرقمية فالبلدان المختلفة تعمل حاليًا على تطوير لغاتها بنما يتوافق مع التطور التكنولوجي الهائل لتكون مواتية لها وللتغيرات التي تحدث على الاتصالات وثورة المعلومات وغيرها فضلًا عن أن العمر يُشكل عاملًا أساسيًا في توسيع هوة الفجة أو تضييقها فالدول الشابة أو الفتية فإن مواكبتها للتطور تكون أكثر نظرًا لحالة الشغف التي يتمتعوا بها لاكتشاف المزيد وهذا على عكس الأشخاص أو الدول التي يكون فيها الغلبة للشيوخ أو الكبار في السن والذين يجدون صعوبة في التعامل مع الأجهزة الحديثة في مختلف مجالات الحياة.

آثار الفجوة الرقمية

وفقًا للعديد من الدراسات فإن آثار الفجوة الرقمية بالدرجة الأولى اجتماعية حيث تعزز التمايز بين الطبقات الاجتماعية في الدولة وهو ما يُحتم على الدولة القيام بإجراءات من شأنها أن تجسر الهوة وأن ترتقي بالطبقات الاجتماعية المختلفة في الشعب على المستوى الاقتصادي والتنموي بما يُحقق له الاستفادة من الرقمنة التي تُتيحها في خدماتها.

ولعل ما يؤكد صحة النظرية التي نقول بها ما حدث خلال الجائحة التي اخترقت العالم منذ عام2019 وانتشار فايروس كورونا فكان المستفيدين من طرق محاربة الجائحة الكترونيًا من يمتلكون القدرات والأجهزة الإلكترونية المدعومة بالإنترنت فكان لهم السبق في التسجيل الكترونيًا وتلقي  الخدمات بينما الفئات الأخرى التي لا تملك تقنيات وأجهزة الكترونية تم استبعادها وباتوا الأكثر تعرضًا لتأثير الجائحة وتداعياتها خاصة التداعيات الاقتصادية.

إن المطلوب من الدول على المستوى الاجتماعي والاقتصادي العمل على تقييم عناصر الفجوة الرقمية وتتبع رصدها والمقارنة بينها وبين غيرها من البلدان الأخرى من أجل إيجاد أنماط ناجحة لسد الفجوة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى