هل يجوز للحامل ان تفطر في رمضان
هل يجوز للحامل ان تفطر في رمضان، خاصّة أن بعضهن قد يعانين مشقة في أثناء الصيام بسبب اعتماد الجنين في غذائه كاملًا على أمه، والتوقف عن الطعام والشراب قد يُؤدي إلى مشقة بالغة في النفس، لذلك فإنّ موقع الأرشيف سيقف مع الحكم الشرعي لذلك الفعل، وما يترتب عليها إن هي أفطرت لحاجة وما رأي علماء أهل السنة والجماعة في ذلك الفعل ونحو ذلك.
هل يجوز للحامل ان تفطر في رمضان
ثم إنّ مسألة جواز إفطار الحامل في رمضان تتوقف على طبيعة السبب الذي أفضى إلى فطرها، هل هو خشية على نفسها أم على جنينها أم كان فطرها بلا حاجة، وما يأتي بيانٌ لذلك:
هل يجوز للحامل أن تفطر خوفًا على نفسها
ويجوز إفطار الحامل خوفًا على نفسها إن غلب على ظنّها أنّ الصيام سيؤدي إلى ضرر بجسدها، ويكون حكم الفطر واجبًا عليها إن هي خافت على نفسها من هلاك شديد أو أذى كبير، وقد اتفق على ذلك الفقهاء مستشهدين بما ورد في كتاب الله تعالى: {وَأَنفقوا فِي سبيل اللَّهِ وَلَا تلقوا بأيديكم إِلَى التَّهْلكَةِ ۛ وَأَحْسِنوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يحِب الْمحْسِنِينَ}، واتفقوا في هذه الحال على عدم وجوب الفدية؛ لأنّ المرأة في هذه الحال تكون بمنزلة المريض الذي يخشى على نفسه.
ما حكم إفطار الحامل خوفًا على الجنين
ثم لو أفطرت الحامل، وهي تخاف على جنينها فلا بأس عليها كما ذكر جمع من علماء أهل السنة والجماعة، ولكن يلزمها أن تقضي صومها وتدفع الفدية وقد ذكر ابن عباس -رضي الله عنه- في وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين:” كَانَتْ رُخْصَةً لِلشَّيْخِ الْكَبِيرِ وَالْمَرْأَةِ الْكَبِيرَةِ، وَهمَا يطِيقَانِ الصِّيَامَ أَنْ يفْطِرَا، وَيطْعِمَا مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا وَالْحُبْلَى وَالْمُرْضِعُ إِذَا خَافَتَا قَالَ أَبُو دَاوُد يَعْنِي عَلَى أَوْلادِهِمَا أَفْطَرَتَا”.
حكم إفطار الحامل بلا حاجة
ولا يجوز للمرأة أن تفطر بلا حاجة في حملها، فالأصل في الحكم هو أن تصوم المرأة الحامل كحال المسلمين إلا إن خافت على جنينها أو على نفسها فهنا عليها أن تفطر، ويجب أن يكون الخوف بكلام طبيب ثقة لا أن يكون مجرد أوهام تأتي إلى الأم، والله يحب أن تؤتى رخصه في الأحكام كما تؤتى عزائمه.
ماهي شروط إفطار الحامل في رمضان
ثم إنّ لإفطار الحامل في رمضان مجموعة من الشروط هي:
- أن تخاف على جنينها بحيث إنّها لو صامت للحق الضرر به وذلك على كلام الثقة من الأطباء.
- أن تخاف على نفسها بأنّها لو صامت خشيت من الهلاك أو الأذى الشديد الذي يقرره الأطباء.
ما الذي يترتب على إفطار الحامل في رمضان؟
وإنّما يترتب على الحامل جراء فطرها يعود إلى سبب إفطار الحامل، وما يأتي بيان ذلك:
- الخوف على نفسها: لو خافت المرأة الحامل على نفسها، وخشت من الأذى الشديد الذي لا يندفع، فإنّ عليها فقط قضاء الأيام التي أفطرتها ولكن من دون أن تدفع فدية عن الأيام التي أفطرتها، وذلك باتفاق الفقهاء والعلماء إذ هي بمنزلة المريض الذي يخاف الهلاك على نفسه.
- والخوف على جنينها: ذهب أصحاب المذهب الحنفي والمالكي إلى أنّه لا فدية على المرأة الحامل التي تفطر في شهر رمضان خوفًا على جنينها، وذلك قول عند الشافعية إذ الحمل متصل بالحامل نفسها، فالخوف على بعض أعضائها مثل الخوف عليها، وذهب الحنابلة وهو القول الأظهر عند الشافعية أنّه يجب عليها الفداء مع القضاء حال كان فطرها بسبب الخوف على جنينها.
كفارة إفطار الحامل وموعد دفعها
ثم إنّ مقدار الكفارة على الحامل هي إطعام مسكين واحد عن كل يوم أفطرت فيه، والأصل في الفدية أن يتمّ التعجيل فيها، فقد يخشى الإنسان على نفسه من الموت لذلك لا بدّ من تأدية حقوق الله -تبارك وتعالى- على عجل دون التمهل في مثل ذلك.
