ما الفرق بين دقات القلب والنبض
ما الفرق بين دقات القلب والنبض، هل فكرت يومًا أن تقوم بعد دقات قلبك في الدقيقة الواحدة، هناك دراسات تُجيبك بشفافية على هذا السؤال فقلب الإنسان يدق 90 مرة في الدقيقة ولكن هذا العدد ليس ثابتًا على مر العمر فحين يتقدم الإنسان في السن تتراجع دقات القلب وتُصبح 70 مرة في الدقيقة ولكنها ايضًا تتغير وفقًا لحالة نشاط الجسم فالإنسان حين يقوم بعملية المشي أو الجري فإن معدل دقات القلب يزداد بسبب حاجة الجسم وقتها للغذاء والأكسجين فيقوم بتلك المهمة القلب وعندها تتسارع الدقات حتى أن الإنسان يستطيع أن يسمعها، ولكن هل دقات القلب هي النبض وإذا كانت لا فما الفرق بينهما وكيف يُمكن الفصل في التعريف بين دقات القلب والنبض..
وصف قلب الإنسان
يُعد القلب عضو هام من أعضاء الجسم وهو يحتوي على أنواع الأجهزة المختلفة حيث يتكون أساسًا من نسيج عضلي خاص يُعرف بالعضلة القلبية وتوجد في القلب فقط وتحتوي على نسيج عصبي يُساعدها في التحكم في سرعة نبض القلب من حيث الانقباض والانبساط ويحتوي القلب أيضًا على أنواع مختلفة من الأنسجة الضامة وأكثر ما تتضح في الدم ناهيك عن أن القلب يكون مبطن من الداخل والخارج بنسيج طلائي وجميع هذه الأنسجة تعمل سويًا لتؤدي الوظيفة الأساسية للقلب وهي ضخ الدم من وإلى الرئتين وأنسجة الجسم.
ما الفرق بين دقات القلب والنبض؟
كما أسلفنا فإن دقات القلب تختلف من مرحلة إلى أخرى في حياة الإنسان ومن حالة إلى أخرى ففي حالة السكون للشخص البالغ والكبير قد لا تزداد سرعة دقات القلب عن 70 مرة في الدقيقة الواحدة ولكنها تزداد عند القيام بمجهود عضلي كالتمارين الرياضية وتتسارع بشكل كبير لتُمكن الجسم من الحصول على حاجته من الغذاء والأكسجين من الدم.
ويقول العلماء أن دقات القلب لا تنفصل عن النبض حيث أن قياس دقات القلب يحدث من خلال استشعار النبض عبر تحسس مواضع الشرايين الرئيسية في الجسد سواء في الرقبة أو في معصم اليد ويحدث النبض في الجسم عندما يضخ القلب الدم إلى مختلف أنحاء الجسم وغالبًا ما تحدث الدقات عند انقباض عضلة القلب.
ونظرًا لهذا التقارب والارتباط بين دقات القلب والنبض فإن الكثيرون يعتبرونها واحدة ولكن هي ليست كذلك فدقات القلب هي انقباض عضلة القلب نتيجة ضخ الدم أما النبض فهو المستشعر أو الموجه لمعرفة الموجة الناجمة عن ضغط الدم أثناء ضخه من القلب والتي تُعرف بحركة الدم في الشرايين.
ما هو المعدل الطبيعي لدقات قلب الإنسان
يختلف معدل دقات قلب الإنسان وفقًا للفئة العمرية التي يكون عليها ففي مرحلة الطفولة يكون معدل الدقات عاليًا وقد يتجاوز الـ 100 بينما في مرحلة البلوغ والشباب ينخفض إلى 70 مرة في الدقيقة الواحدة وفي الشيخوخة قد تقل دقات القلب إلى 60 مرة في الدقيقة الواحدة ويختلف الحال إذا كان الإنسان يقوم بمجهود عضلي أو في حالة سكون وهدوء تام، فكل جهد يبذله الإنسان يؤثر بشكل طردي على معدل الدقات في القلب، ويمكن الحصول على المعدل الصحيح لدقات القلب من خلال إجراء معادلة رياضية بسيطة يتم فيها طرح العمر بالسنوات من الحد الأعلى لدقات القلب وهي 220 مثال شخص عمره 50 عامًا ونريد أن نحصل على معدل دقات القلب نُعبر عنها كالتالي 220 – 50 = 170 وهو ما يُمثل 70% من الحد الأعلى لدقات القلب وفقًا لحالة النشاط الذي يكون عليه الجسم.
كيف يتأثر معدل دقات القلب
هناك العديد من العوامل التي تُؤثر في معدل دقات القلب وأهمها العمر والنشاط البدني الذي يُمارسه الشخص بالإضافة إلى بعض الأمراض المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية فضلًا عن حجم الجسم بمعنى إذا كان يُعاني من السمنة أو النحافة وكذلك درجة حرارة الهاء في الخارج والانفعالات السلوكية التي يتعرض لها الإنسان وتناول بعض الأدوية أو المهدئات فهذه جميعًا عوامل تؤثر بشكل أو بآخر على الدقات القلبية فتزيدها حينًا وتجعلها أقل حينًا آخر، وتُعد دقات القلب الزائدة عن 100 مرة في الدقيقة مؤشر خطر للإنسان العادي إذا كان في حالة الراحة فهي تُشير إلى إصابته بمرض ما قد يكون خطيرًا ولذلك يستوجب الخضوع للكشف السريري خاصة إذا ما علمنا أن المعدل الطبيعي للدقات ألا يزيد عن 70 مرة في الدقيقة للإنسان البالغ الطبيعي وأيضًا معدل الدقات إذا قل عن 60 مرة في الدقيقة يحتاج إلى مراجعة وفحص سريري لأنه قد يُؤدي إلى حدوث اغماء أو ضيق في التنفس لدى الشخص.
عملية قياس النبض في الجسم
من المنظور الطبي وفي المراكز والمستشفيات فإن الأداة الأكثر دقة لقياس النبض في الجسم هو استخدام السماعة الطبية من قبل الطبيب المختص، ولكن هناك حالات عارضة تحدث للإنسان في المنزل ويُمكن خلالها قياس النبض بإحدى طريقتين أو من خلال إحدى منطقتين رئيسيتين في الجسم هي منطقة العنق ومنطقة المعصم وتكون باستخدام اصبعي السبابة والوسطى عبر تحسس مجرى الدم في الشرايين الرئيسية.
في حالة قياس نبض القلب من خلال العنق يقوم الشخص القائم بعملية القياس بتحسس الشريان الرئيسي بالقرب من القصبة الهوائية في العنق ويضغط عليه بالسبابة والوسطى حتى يستشعر النبض في الشريان السباتي ولا يقوم بالضغط بقوة عليه لأنه إذا فعل ذلك قد يؤدي إلى شعور الشخص بالدوار وأحيانًا للاغماء نتيجة حبس تدفق الدم في الشريان وبعد تحسسه من على جانبي الشريان يتم النظر في عقرب الثواني في الساعة ويقوم بعد النبضات التي يشعر بها.
ولا تختلف الحالة في قياس النبض من المعصم حيث تتم من خلال تحسس تدفق الدم في الشريان الكعبري بين عظم الرسغ والوتر من جهة الإبهام من المعصم ويتبع ذات الطريقة بعدم الضغط على الشريان الكعبري بقوة وإنما على جانبيه لتحسس جريان الدم مع ضرورة النظر في عقرب الثواني للساعة من أجل تحديد النبض الذي يشعر به وتسجيله. ومن ث المقارنة بينه وبين المعدل الطبيعي المتعارف عليه في حالة النشاط أو حالة السكون.
الغدة الدرقية وعلاقتها بالنبض
يُعد مرض قصور الغدة الدرقية من الأسباب الشائعة التي تُثر على طبيعة استشعار النبض في جسم الإنسان فالأشخاص الذين يُعانون قصورًا يكون نبض القلب لديهم بطيئًا وذلك نظرًا لحالة الجسم وكفاءة نشاطه حيث يتسم مرضى قصور الغدة الدرقية بالخمول نتيجة عدم الحصول على الهرمون بشكل جيد يُمكن الجسم من القيام بوظائفه الحيوية بشكل كاف وتام.
وعلى العكس تممًا فإن الأشخاص الذين يُعانون من فرط النشاط في الغدة الدرقية تكون معدلات النبض لديهم عالية ما يؤثر على صحة القلب والجهاز العصبي وبالتالي فإن المعاينة الطبية ضرورية هنا حيث يقوم الطبيب بتحسين جرعة الدواء بما يُحقق الوصول إلى المعدل الطبيعي في النبض القلبي وعدم حدوث أي مشكلات أخرى قد تزيد من حدة المرض.