ما تأثير الهرمون الذي يفرزه البنكرياس - موقع الأرشيف
صحة

ما تأثير الهرمون الذي يفرزه البنكرياس

ما تأثير الهرمون الذي يفرزه البنكرياس، يحتوي جسم الإنسان على العديد من الأجهزة التي تُمكنه من القيام بوظائفه الحيوية واستمرار أنفاس الحياة بالتدفق، فالجهاز الهيكلي يُعطي الجسم شكله الخارجي ويسمح للمتعضيات الحيوية التي يتكون منها بالحركة فضلًا عن أنه يعمل على تنظيم الجهاز العصبي في الفقاريات، والجهاز التنفسي يعمل على إنتاج الأكسجين اللازم لتتمكن الدورة الدموية من القيام بوظيفتها والجهاز الهضمي يتولى مهمة هضم الطعام وتحويله إلى أنزيمات من خلال أعضاء مختلفة من بينها البنكرياس الذي يستقر خلف المعدة ويتصل بالأمعاء الدقيقة عبر القناة البنكرياسية ويقوم بإنتاج العصارات الهضمية فضلًا عن انتاج الهرمونات مما يُساعد على تفكيك الطعام وتعديل حمض المعدة، و هنا يتساءل الكثيرون حول أهمية البنكرياس كأحد مكونات الجهاز الهضمي ومكان وجوده وتأثير الهرمون الذي يفرزه البنكرياس على جسم الإنسان والمنافع والأضرار التي يُحققها؟.

Advertisement

مكان البنكرياس في جسم الإنسان وأهميته

علميًا يُعد البنكرياس أحد المكونات الرئيسية في الجهاز الهضمي الذي يبدأ بفتحة الفم وينتهي بفتحة الشرج، ويستقر خلف المعدة في جسم الإنسان وله أهمية كبيرة في انتاج العصارات الهضمية في الاثني عشر والتي تحتوي على الإنزيمات التي تُساعد على هضم البروتينات والدهون والكربوهيدرات قبل امتصاصها من قبل الأمعاء فضلًا  وإنتاج بعض الهرمونات الخاصة بتنظيم مستوى السكر في الدم كهرمون الأنسولين وهرمون الجلوكاجون.

يبلغ حجم البنكرياس قرابة الـ 7 بوصة ويتكون من أربع أقسام هي الرأس والعنق والجسم والذيل وكل منها له وظيفة خاصة لكنها في المجمل تُنظم خروج المواد المهضومة ومنع رجوعها في الاتجاه المعاكس.

ويحتل رأس البنكرياس تقعير العفج ويُجاوره من الأمام أول قطعة في الاثني عشر المعروفة باسم القولون المعترض والغشاء البطني المصلي الشفاف وفي الخلق يكون الوريد الأجوف السفلي والذي يُمثل نهاية الوريدين الكلويين، السويقة اليمنى للحجاب الحاجز والقناة الصفراوية.

بينما عنق البنكرياس هو المنطقة الضيقة بين الرأس والجسم ويقع خلفه وريد الباب، ويحتوي الجسم على امتدادين للشرايين باتجاه الأعلى واليسار وفي الأمام ترتكز المعدة وفي الخلف يستقر الشريان المساريقي العلوي والأبهر والسويقة اليسرى للحجاب الحاجز بالإضافة إلى الكظر الأيسر والكلية اليسرى وأوعيتها والوريد الطحالي فيما ذيل البنكرياس يكون أكثر دقة ويسير ضمن الرباط الطحالي الكلوي والأوعية الطحالية وسرة الطحال.

ماذا يفرز البنكرياس

أحد أهم الوظائف التي يقوم بها البنكرياس في جسم الإنسان هي افراز هرمونات هامة تمنح الجسم الإمكانية للقيام بمختلف الوظائف الحيوية الأخرى فضلًا عن أنها تُخلصه من السموم خاصة التي تنتج بعد عملية هضم وامتصاص الطعام وتعمل على تصريفها عبر القنوات وصولًا إلى جهاز الطرح أي الجهاز البولي.

يعمل البنكرياس على انتاج مواد كيماوية تُسهل عملية هضم الطعام وذلك من خلال أنسجة غدية خارجية تقوم بإفراز سائل مائي قلوي يحتوى على أنزيمات هامة تُفكك الأطعمة إلى جزيئات صغيرة يُمكن امتصاصها من الأمعاء، وهذه الأنزيمات تتضمن ثلاث مواد هامة – وفقًا لخبراء الطب والعلوم- هي مادة مادة تريبسين و مادة كيموتريبسين التي تعملان على هضم البروتينات، ومادة أميلاز التي تُسهم في تفتيت الكربوهيدرات ومادة ليباز وهي الأهم وتعمل على تفتيت وتفكيك الدهون إلى أحماض دسمة وكوليسترول.

هرمونات البنكرياس ووظائفها

لا يقتصر البنكرياس في مهامه على انتاج الأنزيمات التي تُسهل عملية هضم الطعام، إذ يُعتبر ايضًا من الغدد الصماء الداخلية وهذا يُحقق له وظيفة انتاج الهرومونات ومن أبرز الهرمونات التي يُنتجها البنكرياس هرموني الأنسولين والجلوكاجون، إضافة إلى هرمون ثالث هو السوماتوستاتين والذي يمنع تحرير الهرمونين السابقين

تساعد هذه الهرمونات على المحافظة على مستويات السكر في الدم فحين تفرز خلايا ألفا الجلوكاجون وتكون مستويات السكر في الدم منخفضة تزيدها تلك الخلايا إلى الحد المناسب، كما يعمل على زيادة استقلاب الدهون الثلاثية وتحويلها إلى جلكوز لرفع مستوى السكر في الدم إلى الحد الطبيعي وفي حال كانت مستويات السكر في الدم مرتفعة فإن خلايا دلتا السوماتوستاتين تساعد في حفظ مستوياته عند المعدلات الطبيعية.

ما تأثير الهرمون الذي يفرزه البنكرياس

إن تأثير الهرمون الذي يفرزه البنكرياس كبيرًا وهامًا على حالة الجسم وتمتعه بالقوة والقدرة على ممارسة الوظائف المختلفة في الحياة اليومية فهرمون الأنسولين  ينقل الجلكوز من الدم إلى العضلات وكافة أنسجة الجسم التي تعمل إلى تحويله إلى طاقة تعتمد عليها في القيام بوظائفها فمثلًا الكبد يمتص الجلكوز المنتج من الأنسولين ويُحوله إلى جليكوجين ويعمل على تخزينه للاستفادة منه وقت الحاجة خاصة في فترات الصيام أو خلال ممارسة التمارين الرياضية أو في الحالات التي يُصاب فيها الإنسان بالتوتر فيلجأ سريعًا إلى استخدامه من أجل المحافظة على توازن وحيوية الجسم.

وبطريقة أخرى يُمكن القول أن مستويات الجلكوز في بلازما الدم هي التي تُؤثر بشكل مباشر على إفراز هرموني الأنسولين والجلوكاجون انخفاض السكر يعمل على تحفيز الجلوكاجون، بينما ارتفاعه على تحفيز افراز الأنسولين.

أهم أمراض البنكرياس

تتعد الأمراض التي يُمكن أن يًاب بها جسم الإنسان وفقًا لأي خلل يُصيب البنكرياس سواء في مجال إفراز الهرمونات الخاصة بالمحافظة على مستويات السكر الطبيعي في الدم أو افراز الأنزيمات المرتبطة بعملية الهضم والامتصاص، ومن أبرز الأمراض التي يعتل بها جسم الإنسان تبعًا لاعتلال البنكرياس التهاب البنكرياس وهو نوعان التهاب حاد والتهاب مزمن، وهناك ايضًا سرطان البنكرياس وتضخم البنكرياس الحميد.

ويُمكن تشخيص أمراض البنكرياس من خلال بعض العلامات الظاهرة فضلًا عن الخضوع لبعض التحليلات المخبرية والتي يطلبها الطبيب وفقًا لشكاية المريض وعادًة ما تتمحور تلك التحاليل حول مستويات افراز أنزيمات البنكرياس وهرموناته وفي بعض الأحيان قد يطلب الطبيب الخضوع بعد نتائج التحليل إلى صورة إشعاعية أو صورة مقطعية محوسبة للبطن بأكمله من أجل الكشف عن الأورام أو التضخمات التي قد تحيط بالبنكرياس ويُساهم ذلك في الكشف والخضوع المبكر للعلج بما يُحقق تحسين في الحالة الصحية.

وفيما يتعلق بالعلاجات التي يخضع لها المريض المعتل بأي من أمراض البنكرياس فهي مختلفة وفقًا لحاجة المريض وتطور الإصابة لديه وحالة الكشف المبكر من عدمه ولكن العلاجات في الغالب تكون إما بالتدخل الجراحي لاستئصال الجزء المتورم المحيط بالبنكرياس والذي يُعيق عمله في إفراز الأنزيمات والهرمونات، وأحيانًا قد يخضع لعلاج مزمن يتناوله على المدى البعيد بل على امتداد الحياة به خاصة إذا كان مصابًا بالسكري فيعتمد على تناول النسولين الخارجي ليُحافظ على مستويات عادله للسكر في الدم وأحيانًا قد يخضع للعلاج الإشعاعي أو الكيماوي

كيف نحافظ على صحة البنكرياس

على الرغم من خطورة الأمراض التي يُسببها اعتلال البنكرياس إذ تُعد أمراضًا مزمنة كداء السكري وأمراضًا قاتلة كداء السرطان سواء كان حميدًا أم غير ذلك؛ إلا أننا نؤكد دائمًا أن الوقاية خير سبيل لتجنب تلك الأمراض وتأثيراتها السلبية على نفسية الشخص المصاب ويقول الأطباء أن الحفاظ على صحة البنكرياس أمرًا يسيرًا وفي متناول الجميع، فالحصول على بنكرياس سليم يُؤدي وظائفه بأمان وسلامة ل يحتاج إلى الكثير من التعقيد فقط تناول أغذية متوازنة وصحية والابتعاد عن المشروبات الكحولية والتدخين وهذا أمر حث عليه الدين الإسلامي فالله لم يمنع شيئًا عن عبده إلا لضرر يُحققه على نفسه وجسده، ومن أفضل عمليات الوقاية للبنكرياس من الأمراض اتباع الصيام فهو يُحفز خلايا البنكرياس على تجديد نفسها وهنا يبرز إعجاز الله فر فرض الصيام على المسلمين شهرًا كاملًا من طلوع الشمس حتى مغربها فالصيام يُحقق الكثير من الفوائد لصحة الإنسان ويقيه من أمراض خطرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى